بدأت بعض دول الخليج، خلال الـ24 ساعة الماضية، اتخاذ إجراءات الطوارئ، تحسبا لوصول الإعصار ميكونو إليها، بعد وصوله لمرحلة الخطر، حسبما ذكرت وسائل إعلام خليجية. من جانبه، قال الدكتور حامد غريب، المتخصص في التغيرات الطقسية والمناخ، إن الإعصار ميكونو، يشكل في الوقت الحالي دائرة قطرها 2600 كيلو متر مربع، مساحتها تصل إلى 5.3 مليون كيلو متر مربع، أي ما يعادل حجم المملكة العربية السعودية مرتين ونصف تقريبا. وأضاف غريب، في تصريحات لوكالة "سبوتنيك" اليوم الخميس 24 مايو/ أيار، أنه من المتوقع أن تتضرر المملكة العربية السعودية من هذا الإعصار، حيث أن الأمواج ستبلغ فيه ما يعادل 8 أمتار من الارتفاع، وهو أمر خطر بالنسبة لدولة محاصرة بخليج والبحر الأحمر، ولديها موانئ هامة. وتابع "سلطنة عمان تتوقع بدورها، هطول أمطار تشتد غزارتها مع اقتراب مركز الحالة المدارية من سواحل محافظتي ظفار والوسطى يومي الجمعة والسبت، حيث تتحول إلى أمطار رعدية غزيرة جدا مصحوبة برياح شديدة وارتفاع للأمواج، بين 5 و 8 أمتار على سواحل محافظات ظفار والوسطى وجنوب الشرقية". وأوضح أن هذه المؤشرات تعني أن السلطنة قد تتضرر أيضا، خاصة أن محافظة ظفار وحدها تشكل نحو ثلث مساحة سلطنة عمان، ولكن ما سيحدث هناك سيحدد ما قد يحدث بالسعودية، وهو ما يمكن أن يتحدد خلال 24 ساعة من الأن. ووجه خبير الأرصاد الجوية، تحذيرات إلى مواطني عمان واليمن والسعودية، وخاصة في المناطق التي يتوقع أن يصل إليها الإعصار، بأن يتجنبوا المناطق المنخفضة، سواء أودية أو طرق سريعة، بجانب تجنبهم التواجد في مناطق المد والجزر البحرية، ووقف كافة الأنشطة البحرية لحين انتهاء الإعصار. أكثر الدول العربية تعرضاً للأعاصير المدارية من جهته، أوضح أستاذ المناخ المشارك بقسم الجغرافيا بجامعة القصيم السعودية، عبدالله المسند، أن ‎عمان تعد أكثر الدول العربية تعرضاً للأعاصير المدارية؛ وعليه فالعمانيون الأكثر خبرة في المنطقة في التعامل مع الأعاصير”، لافتاً إلى أن ‏وقود الإعصار شيئان: الرطوبة والحرارة؛ حيث يتغذى عليهما وعندما يشح واحد منهما؛ يبدأ بالعي والتعب والتدهور بعدها يموت ويتبخر، وهكذا الحياة فالإعصار كالإنسان. الأعاصير الموحشة وبين المسند أنه ‏عندما يُقدر الخالق تلك الآيات المتمثلة بالأعاصير الموحشة الموجعة، فهي لحكمة، نعم في ظاهرها التدمير والموت ولكنها تقوم بالتنفيس عن حرارة كامنة جاثمة في بعض البحار والمحيطات، فتقوم الأعاصير بعملية التبريد، وترحيل الطاقة الحرارية عبر الرياح العامة العلوية إلى مناطق أبرد منها. الجانب الخفي وراء الأعاصير وتابع: “‏العواصف والأعاصير المدارية ليست شراً محضاً؛ بل فيها منافع للأرض حيث تقوم بعملية التوازن في نقل الطاقة الحرارية من مكان إلى آخر، ومن جهة أخرى الأعاصير تجلب الأمطار الغزيرة التي تُروي الأرض العطشى، وتشكل السيول التي تحقن المياه الجوفية بإذن الله”. ووجه “المسند” سؤالا لأصحاب نظرية هارب للتحكم بالمناخ قائلاً: “أصحاب نظرية ‎هارب للتحكم بالمناخ كيف حالكم؟ لماذا لا تقوم الولايات المتحدة بتغيير مسار إعصار ‎مكونو، فتصرفه عن ‎عمان ‎اليمن، وأيضاً تصرف أعاصير الأطلسي عنها إن استطاعوا، ولن يستطيعوا تغيير مساره قيد أنملة ولو اجتمع العالم قاطبة. وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" و"تويتر" صورا لإعصار ميكونو، تصور حجم الإعصار وقوته، ما أثار مخاوف كبيرة لدى مواطني الدول الخليجية خلال اليومين الماضيين، من احتمالات تعرضهم وتعرض ممتلكاتهم لمخاطر كبيرة، جراء الإعصار.