الجمعة 26 ابريل 2024
الرئيسية - منوعات - مهن رمضانية تتحدى التكنولوجيا .. تعرف عليها
مهن رمضانية تتحدى التكنولوجيا .. تعرف عليها
مهن رمضانية
الساعة 11:02 صباحاً
الكنفاني والمسحراتي والعرقسوسي والفوانيسي.. مهن ارتبطت بشهر رمضان المبارك بشكل مباشر، وقد عرفها المصريون عبر مئات السنين وبعضها توارثته أجيال تلو أجيال، ليظل هذا التوريث عاملا مؤثرا في استمرارها رغم الثورة التكنولوجية، كما كان لهذا التوريث دورا أساسيا في أن تظل هذه المهن عنوانا لشهر رمضان بمصر. ويعد "المسحراتي" أحد أهم المهن التي ارتبطت بشهر رمضان، مما جعل المؤرخين يفتشون في تاريخها ونشأتها بين دفات كتب التاريخ، ورغم أنهم لم يتفقوا على زمن معين لنشأتها، إلا أنهم اتفقوا أنها كانت تتبع الوالي أو الحاكم مباشرة، وقد زاد صيتها بعهد الحاكم بأمره عندما أمر المصريين بالنوم بعد صلاة التروايح وعدم السهر، كما تعد عائلة الجبرتي الشهيرة واحدة من الذين اشتهروا بهذه المهنة. ويبدأ عمل المسحراتي طبقا لعم صلاح البدري من آخر يوم في شهر شعبان وتستمر حتى بعد صلاة عيد الفطر، موضحا لـ "عربي21" أنه يعمل مسحراتي منذ أكثر من ثلاثين عاما، مما مكنه من معرفة أسماء جيرانه ومواليدهم ليتم المناداة عليهم للاستيقاظ للسحور، مشيرا إلى أنه ورث المهنة من أحد جيرانه وليس عن عائلته. ويضيف البدري الذي يمتاز بصوت جهوري وبنغمة مميزة، أنه فكر في ترك هذه المهنة، بعد انتشار التليفزيون واستمرار مسلسلاته للصباح، ولكن جيرانه طالبوه بالاستمرار، للسعادة التي يعيشها الأطفال عندما يسمعون صوته وهو ينادي عليهم، مما جعله يواظب على اصطحاب مجموعة من أطفال جيرانه خلال التجوال في المنطقة التي يقوم فيها بإيقاظ النائمين، مرددا عبارات أصبحت محفوظة عبر السنين منها "أصحي يا نائم وحد الدائم .. السحور يا صائمين". ويضيف البدري أنه بعد صلاة عيد الفطر يقوم بالمرور على البيوت ليأخذ العيدية من الأهالي نظير ما قام به طوال الشهر من مجهود، مشيرا أن رمضان في الشتاء أصعب من رمضان بالصيف لبرودة الجو ولأن معظم الأهالي ينامون بالفعل، نتيجة طول ساعات الليل بخلاف الصيف الذي يمتاز باللمة والاجتماعيات وقصر الليل. كنافة يدوي وربما كان حال المعلم سعيد عشاوي الكنفاني المشهور بحي السيدة عائشة بوسط القاهرة أفضل حالا من البدري المسحراتي، لأن مهنته وإن كانت مرتبطة بشهر رمضان إلا أنها ليست الأساس لديه لأنه يعمل حلواني وصناعة الكنافة جزء من عمله. ويشير عشاوي لـ "عربي21" أن الأهم من الكنافة هي القطائف التي لا يتم صناعتها إلا في شهر رمضان، بينما الكنافة أصبحت موجودة الآن طوال العام، وخاصة بعد انتشار السوريين بمصر، وتفننهم في صناعة الكنافة بمختلف أصنافها. ويضيف عشاوي أنه يبدأ التجهيز لصناعة الكنافة قبل شهر رمضان بأسبوع حيث يقوم بتجهيز "النصبة" وهي عبارة عن الفرن والصينية التي يقوم بتجهيز الكنافة والقطائف عليها، وأنه في الماضي كان يقوم ببناء هذه "النصبة" من الطوب اللبن، ثم قام بعد ذلك ببنائها بالطوب الأحمر ودهانها باللون الأبيض، وتعرف الكنافة التي تخرج من "النصبة" بالكنافة البلدي أو اليدوي، ولكن مع التطور التكنولوجي أصبحت هناك ماكينات للكنافة تعرف بالكنافة الآلي. ويوضح عشاوي أنه يبدأ في العمل الفعلي بعد ظهر أول يوم برمضان، وقد جرى العرف بين أصحاب هذه المهنة ألا يبدوأ العمل إلا بعد دخول الشهر بالفعل، مضيفا أن إقبال المصريين على الكنافة يتزايد بشكل كبير خلال رمضان رغم أن الكنافة الجاهزة متوفرة بأشكال كثيرة، ولكن طعم الكنافة البيتي بعد الإفطار له مذاق مختلف عند المصريين وخاصة في المناطق الشعبية. ويؤكد عشاوي أن "هناك من يزال يطلب الكنافة اليدوي ولا يحب الكنافة الآلي"، وهو ما دفعه لعمل "نصبة للكنافة اليدوي" بالإضافة للماكينة الآلي، موضحا أن الفارق بينهما ليس في نوع العجين ولكن في التسوية وحجم شعرة الكنافة، وبالتالي الطعم، بالإضافة إلى أنها أمور "حسب المزاج" طبقا لوصفه. "شفا وخمير" وبالنداء الشهير "يا عرقسوس شفا وخمير" يقف المعلم عبده سليم مناديا على عربته التي يبيع عليها العديد من المشروبات الرمضانية مثل التمر هندي والعرقسوس والخروب والسوبيا، ولكن يظل "العرقسوس" هو الأكثر بين هذه المشروبات ارتباطا بشهر رمضان. ويضيف المعلم سليم لـ "عربي21" أن باقي المشروبات موجودة طوال العام، بينما العرقسوس لا يتم تناوله إلا في رمضان، كما أن خامته التي يصنع منها غير جاهزة مثل باقي المشروبات، وأنه يقوم بتجهيزه في البيت مع زوجته، ويقوم ببيعه للراغبين في تناوله مع باقي المشروبات الأخرى. ويوضح بائع العرقسوس أن الساعة التي تسبق الإفطار هي الأكثر ازدحاما على عربته لأن الناس تريد المشروبات مثلجة، مشيرا إلى أن من بين زبائنه الدائمين مسيحيين من الحي الموجود فيه، ويحرصون على شراء العرقسوس أكثر من باقي المشروبات لفوائده الكثيرة علي الصحة. المصدر:عربي21

آخر الأخبار