لم يخسر الحوثيون المقاتلين فقط في أرض الميدان، بل امتد نزيف الخسائر إلى هرم القيادة العسكري، بعدما نجحت قوات التحالف العربي قبل أيام في تصفية قيادي عسكري كبيرة في صفوف الجماعة، والمطلوب رقم 16 على قائمة الإرهابيين. وقُتل محمد الغماري المعيّن رئيساً لهيئة الأركان من قبل مليشيا الحوثي الإيرانية، في غارة لتحالف دعم الشرعية في اليمن قبل عدة أيام في موقع قرب مدينة الحديدة، حينما كان يحاول إعادة ترتيب جبهة الحديدة بعدما انهارت وفقًا للمعلومات . وأكدت مصادر أن القتيل "قدم من صنعاء إلى الحديدة لترتيب جبهة الحوثيين المنهارة، بعد تقدم قوات المقاومة المشتركة"، التي باتت على مشارف المدينة الاستراتيجية إثر العملية التي تشنها بإسناد ومشاركة القوات الإماراتية العاملة ضمن التحالف. وفي التفاصيل، كان الغماري هو المطلوب رقم 16 في قائمة التحالف العربي، وله تاريخ في الإجرام عبر دوره في المليشيا، واسمه بالكامل محمد عبدالكريم الغماري، ويعتبر الهالك من عزلة ضاعن التابعة لمديرية وشحة في محافظة حجة. وكان "الغماري" يعمل قبل مصرعه رئيساً لهيئة الأركان للحوثيين، خلفاً للواء حسين خيران، ودرس في معهد حسين بدرالدين في عام 2003م وكان من القيادات الميدانية العسكرية للحوثيين الذين وقفوا إلى جانب عبدالملك الحوثي في الحرب الثانية والثالثة عندما كان عبدالملك الحوثي هارباً ومتخفياً في منطقة نقعة بصعدة بداية تولى عبدالملك زعامة وقيادة جماعة الحوثي. وعمل الغماري سابقاً كمشرف حوثي في حجة وقيادي ميداني في الحديدة وتولى أيضاً المسئول الأمني في صنعاء، ويعتبر من القيادات العقائدية في حركة الحوثيين الانقلابية. وأشارت المعلومات أنه سافر في 2012م إلى لبنان الضاحية الجنوبية وتلقى عدة دورات في حزب الله عقائدية وأمنية وعسكرية وهو المطلوب رقم 16 لقوات التحالف من قائمة الأربعين . وباتت ميليشيات الحوثي تعاني من فراغ كبير على مستوى القيادات الميدانية، وتجد صعوبة في تعويضهم، إثر استنزاف القيادات في جبهات القتال وسقوطهم في مصيدة المقاومة وتحالف دعم الشرعية في اليمن، وذلك حسبما ذكرت مصادر في العاصمة صنعاء القابعة في قبضة المتمردين. وتعرضت ميليشيات الحوثي خلال الشهرين الماضيين لخسائر فادحة في جبهة الساحل الغربي وصعدة والبيضاء وحجة، تهاوت فيها رؤوس كبيرة أبرزها صالح الصماد رئيس ما يسمى المجلس السياسي