الخميس 25 ابريل 2024
الرئيسية - كتابات - مشاعر غربة مريرة وجفاء جارة كبيرة
مشاعر غربة مريرة وجفاء جارة كبيرة
1426457419
الساعة 02:10 مساءً
عبدالله ناصر العولقي الغربة عن الوطن تحمل في طياتها كثير من الدروس والمعاني التي تبقى راسخة في ذاكرة المغترب فهي تعني التعايش والاندماج مع عادات وتقاليد وثقافات مختلفة، وفي الحقيقة ينحصر تفاوت الاختلاف او تقارب التشابه على هيئة بلد الاغتراب ، وللغربة أثرها العميق الذي نحتته سلسلة من المشاعر الصعبة المتجذرة في نفس ولب كل مغترب من لحظة انطلاقه وفراقه تربة الوطن وتخطي حدوده حتى بلوغه هدفه ومستقره البعيد ووطنه الثاني الجديد الذي فيه فرصة العمل وتحقيق المراد والأمل. فلا تفارقه المشاعر الموحشة بل تبقى سلسلتها متماسكة ومخزونة وساكنة في روحه ووجدانه وتلازمه بيقظته وأحلامه انها مشاعر الغربة القاسية المتبلورة في حرارة الاشتياق لعتبة المنزل ووهج نار فراق الاسرة والآهل والأصدقاء ولوعة الاشتهاء للزوجة وشدة الحنين لمداعبة واصطحاب فلذات الكبد، فجميع او بعض تلك الاحاسيس التي يكابدها ويتحمل قساوتها هي ضريبة باهضة يدفعها المغترب طوال سنوات غيابه وابتعاده عن ارض الوطن. لم تكن هجرة المغترب بقصد الهروب من الواقع ، بل خلف هجرة البعض حلم جميل يسعى لتحقيقه والبعض الآخر طموح وتطلّع لمستقبل مشرق ينوي الشروع بوضع لبنات مداميكه والعمل بعزيمة قوية وصبر واجتهاد حتى استكمال بناء صرحه. والذي ينبغي ذكره هو تمتع المغترب اليمني في المملكة العربية السعودية بسمعة طيبة وحضور كبير منذ اكثر من نصف قرن وضع خلاله بصماته الواضحة ومساهمته الفاعلة بالتعمير وبناء نهضة المملكة، ويدرك الشعب السعودي مدى وفاء وإخلاص المغترب اليمني واحترامه للقوانين والأنظمة ومدى حجم قوة العلاقات الاخوية التي تربطه بشعبه، فاليمن والسعودية يشتركان بأكبر حدود برية وبذلك هما اكبر جاران لبعضهما البعض ، مع العلم ان المغترب اليمني وخلال العقدين الماضيين تحمل كثير من الاعباء المالية حتى يتمكن من الحصول على إقامة وكفيل فيغتنم فرصة عمل تعينه على تجاوز مصاعب الحياة وتفتح باب رزق ونور أمل. لا يخفى على احد ظروف اليمن الصعبة والمعقدة والحرب التي لا تزال نيرانها مستعرة وما خلفته من مآسي ودمار وانهيار اقتصادي ومالي، وفي مثل هذا الوضع تكون البلد بحاجة لتعزيز العملة الصعبة في خزانتها والتي تعتبر تحويلات المغتربين احد روافدها كما انها مصدر الدخل الهام لأسر وأهل المغتربين في الوطن والداعم الاساسي لتغطية نفقات احتياجاتهما. لازال المغترب اليمني في السعودية معلق آماله على فخامة الرئيس وحكومته وعلى ما ينوط بهما من واجب وطني يدعوهما لتوظيف العلاقات الاخوية الوطيدة مع الحكومة السعودية في خدمة قضيته من خلال استحثاثها على اعفاء المغترب اليمني من قرارات الضرائب والإجراءات المجحفة بحقه والتي صعبت صموده واستمرارية بقاءه وأعاقت تمتعه بعيش كريم في مرحلة حرجة واستثنائية تمر بها بلاده. وفي الختام كل ما يقوله لسان حال المغترب اليمني لأهل الجود والعز والكرم آل سعود وعلى رأسهما جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الامير محمد بن سلمان حفظهما الله ما قاله الشاعر : ولا فخر إلا بالنوال وبالعطاء وليس بجمع المال عزا ولا فخر

آخر الأخبار