الجمعة 19 ابريل 2024
الرئيسية - كتابات - ماذا يحدث يا عدن؟!
ماذا يحدث يا عدن؟!
1520771133
الساعة 02:40 مساءً
محمد فضل مرشد لماذا يقتلنا الجنوبيون؟!.. سؤال وجهه إلي سائق دراجة نارية من أبناء تهامة استأجرته بالأمس صوب منزلي.. أحسست بسؤاله كصفعة قوية تنزل على وجهي وتلجم لساني عن الإجابة. سائق (الموتور) التهامي تحدث بألم عن مآسي المشردين من محافظة الحديدة، دمرت المعارك الطاحنة مساكنهم ومعايشهم، نهش الجوع لأكثر من ثلاث سنوات أجسادهم، فتكت الأمراض والأوبئة بهم، ولا كهرباء لا مياه نقيه تصلهم منذ اندلاع الحرب، وحوثي لا يرعى مسلحيه فيهم إِلًّا وَلَا ذِمَّة، وفي عدن التي فروا إليها بأوجاعهم قابلهم المسكونين بأمراض العصبية والمناطقية بعنصرية فجة لا تمت بصلة إلى عدن (أم المساكين)!. ماذا يحدث يا عدن.. نازحين أبرياء لا حول لهم ولا قوة ألقوا بأجسادهم المنهكة في داخل دوار (جولة القاهرة) في الشيخ عثمان وافترشوا أرضك يا عدن وتلحفوا بسمائك وغطوا في نوم عميق وهم يحلمون بأن تعويضهم قليلا من الأمان الذي سلبته منهم الحرب في تهامة، وبدلا من أن تمنحيهم حلمهم البسيط مزقت أجسادهم النحيلة قنبلة،، نعم قنبلة ألقيت عليهم غدرا وظلما وإجراما وقتلت بوحشية اثنين منهم وأصابت عدد آخر منهم بجروح بليغة في واقعة لم تستهدف فقط نازحين أبرياء بل واستهدفت كل عدن بماضيها وحاضرها وقيمها وأخلاقياتها التي ترفض رفضا العنصرية ومن يدعو إليها ويحرض على قتل النفس التي حرم الله. الإجرام الذي يمارس الآن ومنذ ثلاث سنوات في عدن بأشكال وطرق متعددة ويطال ضحايا من أبناء المدينة ومن أخوتنا النازحين إليها من المحافظات الشمالية المنكوبة بالحرب، جميعها جرائم لم تعد أهدافها خافية على أحد، ومن يقف خلفها بات الجميع يعلمهم، وأبدا لن تحقق مساعيها الرامية إلى تركيع الجنوبيين بإرهاب الاغتيالات والعنف وضرب الخدمات وتعطيل المؤسسات الإيرادية وعرقلة الجهود الشاقة التي يبدلها الرئيس عبد ربه منصور هادي لاستعادة الدولة وفرض هيبتها وقد بدأ المواطنين يلمسون أثرها على أرض الواقع بعدن مع النجاحات المتواصلة للمهندس أحمد الميسري في ترجمة قرارات وتوجيهات الرئيس إلى أفعال أنهت ملفات وقضايا عانى منها المواطنين في السنوات الثلاث الماضية، وهي النجاحات التي يبدو أنها أقلقت من لا مصلحة لهم في استقرار عدن واستعادة هيبة الدولة. نكررها مرة أخرى.. لقد أصبحتم يا من تعيثون في الجنوب وعاصمته عدن جرما وفسادا مفضوحين هنا في عدن وفي كل أرجاء الجنوب والواجهات التي تتخفون خلفها لم تعد تستر عورة حقيقتكم، ويرفضكم الجنوبيين كافة إلا نفر ممن باعوا أنفسهم للأسياد والممولين الجدد بصفقة خاسرة مهما بلغت قيمتها. هي عدن، بركان خامد ولكن وحدهم الأغبياء من يأمنون ثورته على من يتمادى أكثر من اللازم في غيه وظلمه وعدوانه وتعديه.. وما بعد نفاذ صبر الجنوبيون أبدا لا يكون كما قبله، وحينها لن ينفع من يعتدي اليوم على أمن واستقرار وسيادة الجنوب الندم. وللتهاميين النازحين خالص العزاء والمواساة من ضمير كل عدني وجنوبي حر يرفض العنصرية والعنف.

آخر الأخبار