الجمعة 26 ابريل 2024
الرئيسية - أخبار اليمن - مناشدة إلى مركز الملك سلمان وللسفير السعودي
مناشدة إلى مركز الملك سلمان وللسفير السعودي
الساعة 08:58 مساءً
بوابتي / كتابات مناشدة إلى مركز الملك سلمان وللسفير السعودي همدان العليي كثيرة هي مآسي الحرب التي أشعلها الحوثيون في اليمن.. منها ما هو معروف للناس وتشير إليها وسائل الإعلام المختلفة، وأخرى لا يعلم عنها إلا أصحابها. أجدني اليوم مضطرا للحديث عن مأساة يعاني منها ما يقارب سبعين شخصا من أبناء محافظة المحويت المظلومة والمقهورة تحت سياط مليشيا الحوثي الإرهابية، والمهمشة والمحرومة من أبسط حقوقها رغم التضحيات التي يقدمها أبنائها في كل الجبهات دفاعا عن الجمهورية والحكومة الشرعية بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي. سبعون مصابا بالفشل الكلوي يصارعون الموت بصمت بعدما تعطلت أغلب أجهزة غسيل الكلى بمستشفى الجمهوري بالمحافظة، وهم ينتظرون اليوم قلباً رحيما ويداً كريمة تساعدهم على الصمود وتنقذهم من موت محقق. يقول لي أحد المرضى قبل أيام: "توفي خلال الأشهر القليلة الماضية 15 شخصا من زملاء المرض، أعرفهم شخصيا، كنا نلتقي دائما عندما نخضع لجلسات الغسيل ونتبادل أحاديث الوجع والإحباط. كنا جميعا نتوقع الموت في أي لحظة لأننا لا نخضع لجلسات الغسيل بشكل كافٍ بعد تعطل أغلب الأجهزة. لكنهم لم يستطيعوا الصمود، وسبقوني إلى الموت". يواصل:"توفي أصدقائي، وغدا سألحقهم ويدفنوني إلى جانبهم بالرغم أنني أستطيع العيش إذا توفرت أجهزة الغسيل أو أصلح ما يمكن إصلاحه من الأجهزة المعطلة في أقرب وقت". في مركز يرتاده حوالي سبعين مريضا من أبناء المحويت وبعض النازحين من الحديدة، لا يعمل اليوم سوى جهازين فقط وعلى مدار الأربع والعشرين ساعة بواقع ساعتين ونصف لكل شخص، في حين أن الوقت اللازم لجلسة الغسيل الواحدة يتجاوز الأربع ساعات، وهو ما يعني بأن المرضى لا يتلقون العلاج بشكل كامل، كما أن الجهازين المتوفرين معرضان للتلف في أي وقت بسبب تشغيلهن بشكل مستمر، ما يعني إغلاق أبواب المركز أمام المرضى..! يفتقر المركز لأبسط الاحتياجات الصحية والمستلزمات الطبية التي تساعد على علاج المرضى وتحد من انتقال الفيروسات لاسيما فيروس الكبد C.B المنتشر بين كثير منهم لعدم اخضاعهم للفحوصات الدورية اللازمة كنتيجة طبيعية لانعدام احتياجات المختبر. وإضافة لهذا الواقع الصحي البائس، يعاني هؤلاء من وضع معيشي صعب للغاية. وبسبب فقرهم المدقع لا يستطيعون توفير تكاليف الوصول إلى صنعاء للخضوع لجلسات الكلى في مستشفى الثورة اسبوعيا ليكتفوا بجلسات منقوصة تعرضهم للخطر، فضلا عن عدم قدرتهم على توفير الأدوية بشكل مستمر. مركز غسيل الكلى في المحويت مهدد بالتوقف التام، ليس بسبب عدم توفر المشتقات النفطية أو انقطاع التيار الكهربائي كما جرت العادة منذ بداية الحرب، بل لتلف أغلب أجهزة الغسيل وعدم قدرة المستشفى على توفير البدائل. وبناء على ما سبق، أناشد سفير المملكة العربية السعودية في اليمن والرئيس التنفيذي لمركز إسناد العمليات الإنسانية الشاملة الأستاذ محمد آل جابر، كما أناشد المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة، بمد يد العون إلى هؤلاء وانقاذهم من موت محقق، إما بتوفير أجهزة بديلة عن الأجهزة التالفة بشكل عاجل، أو صيانة ما يمكن صيانته منها كحل اسعافي بالتنسيق مع أي منظمة دولية أو بشكل مباشر. أكتب هذه المناشدة العاجلة وكلي ثقة بالله، وبأن المملكة العربية السعودية التي تساعد اليمنيين اليوم عسكريا لإستعادة دولتهم المسلوبة، وترسل المساعدات الإغاثية عبر المنظمات الدولية لكافة المناطق اليمنية، وتنفذ مشاريع تنموية في المناطق المحررة؛ لن تتردد في إنقاذ حياة هؤلاء المرضى.. وهي اللفتة الكريمة والموقف النبيل الذي سيدخل البهجة والسرور إلى نفوس كافة أبناء المحافظة التي أنتمي إليها، فجميعنا يخشى توقف المركز وتضرر أبناءنا.. والله المستعان وعليه التكلان.

آخر الأخبار