الجمعة 19 ابريل 2024
الرئيسية - أخبار اليمن - صرواح.. التاريخ يعيد نفسه.. إسقاط الملكية ومشروع الانقلاب
صرواح.. التاريخ يعيد نفسه.. إسقاط الملكية ومشروع الانقلاب
الساعة 11:26 مساءً

 مأرب - بوابتي 

تحتلّ صرواح أهمية عسكرية واستراتيجية كبيرة، حيث تعد من أبرز مناطق مأرب التاريخية، حيث تُعدّ مركزاً عسكرياً لقوات الشرعية وأبرز المحافظات الواقعة تحت سيطرتها شمالاً، والأقرب من جهة أخرى للحزام الأمني الأخير للعاصمة صنعاء التي تخضع لسيطرة مليشيا الحوثي وصالح منذ انقلابهما في 21 سبتمبر من العام 2014م.



وترتبط صرواح بمناطق تابعة إدارياً لمحافظة صنعاء (الريف) خولان شرقاً ويشكل توغل القوات الشرعية فيها محوراً جديداً سيغطي ظهر جبهة نهم وتؤمن محافظة مأرب العاصمة العسكرية لليمن والبوابة الأهم للجمهورية وحامية ثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة.

ليلة السادس والعشرين من سبتمبر 1962م، أعد الملازم علي عبدالمغني البيان الأول للثورة وأعد الأهداف أو المبادئ الستة، وإعلان تفجير الثورة والتحرك نحو تنفيذ المهام، وقطع هواتف الضباط المطلوب وقف تحركاتهم وتواصلهم.

حصل الثوار على مدفع ميداني تم اختيار خزيمة موقع للضرب، وقام الملازم علي عبد المغني بقصف دار الشكر ودار البشائر وصد نيران الدفاع في البيوت التي تعرف بمساندتها للملكيين آنذاك واسكت نيرانها، بعدها تم توزيع المجموعات القتالية للاقتحام.

تلك هي البداية الأولى للثورة بعد سنوات قبلها من التخطيط والترتيب بين مجموعات من الضباط الأحرار، كانت ليلة السادس والعشرين من سبتمبر هي مخاض لكل المحاولات السابقة، حيث لم يكن أمام الثوار أي مصير آخر غير مواصلة الثورة.

تسرد بعض الوقائع التي من خلالها سنقف عندها باعتبارها للمرة الثانية البوابة الصلبة للثورة ولليمن الجمهوري منطقة صرواح بمحافظة مأرب شرق العاصمة صنعاء.

نعود بالذاكرة قليلاً، لما اشتد الحصار على مأرب نهض الملازم علي عبدالمغني من كرسيه في مجلس قيادة الثورة ليتحرك على رأس حملة عسكرية نظامية لإنقاذ مدينة مأرب نظراً لأهميتها القصوى باعتبارها العمق الاستراتيجي الشرقي لصنعاء.

قام الملازم علي عبدالمغني بتجهيز الحملة العسكرية المؤلفة من 56 فرداً من طلاب مدرسة المدفعية جناح م/ط الذين كانوا يتدربون على يديه، 4 سرايا من جيش الثورة, 4 عربات مصفحة 4×4, 4 سيارات نقل فرجو, مدفع ميدان عيار 76م, مصطحباً معه مجموعة من الضباط ابرزهم الملازم محمد حسن العمري.

الرابعة عصر 7 أكتوبر 1926م تحركت الحملة وعند وصولها منطقة جحانة أمر بالتوقف وتدارس مع أبناء المنطقة بعض الأمور العسكرية ليستمر السير بعدها ليلاً عبر نقيل العرقوب ومنطقة الأعروش فنقيل الوتدة, وفي حوالي الساعة العاشرة صباحاً وصلت الحملة مركز صرواح, حيث كان في استقبالها مدير الناحية القاضي حسين العرشي وقائد السرية العسكرية من الجيش الدفاعي وأفراد السرية, وجمع غفير من مشائخ وعقال وأفراد منطقة جهم, وكلهم فرحون مبتهجون بالثورة, ثم أقام المسؤولون الحكوميون والمشائخ والأعيان بمساندة الحملة.

استمرت الحملة وقضت المهمة باستشهاد الملازم علي عبد المغني ومواصلة زملائه من الضباط الأحرار التصدي لكل المحاولات علي أيدي مجاميع تدين بالولاء للإمام والملكية الرجعية المتخلفة.

وكما كانت صرواح غرب مأرب وشرق العاصمة صنعاء البوابة الخانقة للملكيين القدامى، تعود بنفس الأهمية الآن بعد انقلاب ميلشيا الحوثي وصالح في 21 سبتمبر من العام 2014م الامتداد الأسود للإمامة الرجعية المتخلفة.

وبعد دعوات الرئيس المشير عبدربه منصور هادي لكافة أبناء الشعب من مدنيين وعسكريين للذود والدفاع عن السلطة الشرعية والجمهورية، لب الآلاف النداء وقدموا إلى مناطق احتشاد القوات الشرعية.

بدأت معارك استعادة الجمهورية من قبضة ميلشيا الحوثي وصالح الانقلابية، لتأخذ صرواح النصيب الأكبر من المواجهات، وبعودة صرواح إلى الواجهة، يتذكر اليمنيون اغتيال الأئمة لمهندس ثورة 26 سبتمبر الملازم علي عبدالمغني في نفس المنطقة.

وكما ساهمت هذه المديرية سابقاً في اغتيال حلم الإماميين بالقضاء على الجمهورية اليمنية، وليدة جهود وتضحيات كثيرة، ها هي اليوم تتسبب باحتضار الانقلابيين الذين يهددون الجمهورية، بعد عودتهم من بوابة الإمامة، وارتهانهم لدولة إيران.

سبتمبر الجمهوري من صرواح..

في عوارض التلال والجبال المتوسطة في منطقة صرواح غرب مارب الحدودية مع العاصمة صنعاء شرقاً، تنتشر القوات الحكومية من الجيش الوطني، حيث قامت 26 سبتمبر بزيارة لأبطال وافراد الجيش الوطني في المواقع الأمامية، فاستقبلونا برحابة، كانت البداية عند نقطة الشرطة العسكرية، التي تقع على المدخل الرئيسي لجبهة صرواح.

مساعد النقطة تحدث لنا باختصار عن استقبالهم للعيد الوطني لثورة السادس والعشرين 1962م، بالقول: «نحن هنا من أجل الجمهورية والثورة والبلد، التي يحاول الاماميون الجدد وحليفهم صالح إعادة عصور التخلف والظلم والعبودية لأجدادهم التي ضحى من أجل التخلص منها خيرت الرجال والأبطال الأحرار».

ويضيف: «26 سبتمبر هو اليوم التاريخي العظيم الذي شكل أهم المنعطفات في عهد اليمن، وهو ما سيجعلنا ندافع عليه كمصير حتمي لا تخاذل أو رجوع إلى الوراء دون الانتصار وتحرير البلاد بالكامل من رجز الميلشيا الانقلابية الامامية الكهنوتية».

ويؤكد مساعد نقطة الشرطة» ثبات الأبطال من أفراد الجيش الوطني في ثكناتهم القتالية، ليست المحصنة بالحواجز والخرسانات والأسلحة الثقيلة فحسب، وإنما أيضا بالأيمان الروحي بالقضية والهدف الذي نحن هنا جميعا من أجله».

وبالتزامن مع حلول الذكرى الـ55 لثورة 26 سبتمبر المجيدة، يتحلى افراد الجيش الوطني في مختلف المواقع في جبهات صرواح بروح واستعداد قتالي كبير، يصحبه حديث وشغف بقدوم العيد الوطني للثورة، وهو ما أكده الجندي المساعد محمد أحمد، المرابط في المواقع الأمامية بالقول: «إن العيد الوطني للثورة يتمثل بالنسبة لنا في الانتصار وتلقين ميلشيا الحوثي وصالح الانقلابية هزائم ودروس قاسية، واصفاً حلول ذكرى الثورة بالحقن الروحية والقتالية المتجددة، ومنحنا اشراقة وعزيمة قوية ستضاعف بتوفيق من الله وبفضل الأبطال من تقهقر عناصر الميلشيا الانقلابية التي باتت منهارة تماما، ولا ينقصنا إلا قرار القيادة العسكرية بالسماح لنا بالتقدم واستكمال تحرير ما تبقى من مناطق خاضعة لسيطرة الميلشيا، ومن ثم دخول العاصمة صنعاء».

فيما يقول الجندي محمد الشبلي: «عن حلول الذكرى بأنها الوجه المشرق لليمن، والولادة الأم لليمن والدولة المدنية الحديثة التي تتشكل ملامحها حاضراً في وجوه هؤلاء الابطال المرابطين في جبهات القتال من مختلف أبناء اليمن الحبيب، يدافعون عن الأرض والإنسان والدولة والجمهورية».

ويرى الشبلي: «إن الانتصار الحقيقي لثورة السادس والعشرون من سبتمبر المجيدة وضباطها الأحرار الذين سقطوا شهداء وهم يدافعون عنها، هو في الانتصار الآن على هذه الشرذمة المتخلفة الرجعية التي تريد أن تحول اليمن إلى ملكية خاصة الغرض منها استعباد الناس الاحرار الذين وبكل صلابة لن يسمحوا لها تحقيق مشاريعها الرجعية المقيتة والمنبوذة من كافة أبناء الشعب اليمني كامل».

ويؤكد الشبلي على: «على إنهم سيحتفلون بذكرى الثورة المجيدة بإشعال النيران وتوجيهها نحو العدو المختبئ في الخنادق، وبأذن الله سنرفع العلم الجمهوري العظيم على كل قمام ومرتفعات ومباني الوطن سهلاً وجبلاً ومدينة».

ومثله يحكي الجندي قايد أحمد ويديه تقبض على زناد أحد الأسلحة الثقيلة الموجهة صوب مواقع العدو بالقول: «بهذا في إشارة إلى العيار الثقيل، سنحتفل بالعيد الوطني للثورة، بإخماد مواقع الميلشيا الانقلابية في متارسها التي باتت سهلة جداً، وموضع استهداف أسلحتنا التي لا تتوقف عن دك ثكناتهم».

وهو ما يصفه جندي آخر يرابط في موقع القلب من جبهة صرواح، قائلاً: «عيدنا الوطني أن نسمع كل الخونة والرجعيين هديل أسلحة الجمهورية الثابتة ثبوت الجبال، بل وألحاقهم الويل والردع الصارم، بفوهات النار هذه».

ويضيف: «نقول لقوى الانقلاب من الإماميين الرجعيين أننا جيل الوحدة المباركة لن نسمح لكم بتحقيق مشروعكم المتخلف، وسلب جمهورية علي عبدالمغني الذي حفظنها في كتبنا المدرسية، وسنمضي على خطاه حتى النصر وتخليص اليمن واليمنيين من قذارتكم ودسائسكم».

تقرير: ياسر الجرادي صحيفة 26 سبتمبر

آخر الأخبار