ارتفعت أسعار النفط، الثلاثاء، مقتربة من 47 دولارا للبرميل، بدعم من احتمالات تراجع إنتاج الولايات المتحدة ومخزوناتها، رغم أن المخاوف من تراجع الطلب في آسيا كبحت الأسعار.

وفي السياق نفسه ذكرت وكالة أنباء أوبك "أوبكنا" أمس أن سعر سلة خامات أوبك ارتفع أول من أمس الى 70ر41 دولارا للبرميل من 33ر41 دولارا يوم الجمعة. وشهد أول من أمس قيام بعض المتعاملين بتصفية المراكز التي حصلوا عليها الاسبوع الماضي قبل الاستفتاء الفنزويلي خشية اضطراب انتاج فنزويلا البالغ 2.6 مليون برميل يوميا. وأعلن الرئيس الفنزويلي اليوم فوزه في الاستفتاء ووعد بالعمل على تحقيق استقرار أسواق النفط. وقال الرئيس الأميركي الاسبق جيمي كارتر ان المراقبين الدوليين يتفقون على أن الرئيس اليساري شافيز فاز في الاستفتاء بنزاهة. ودفعت انتفاضة أنصار رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر العراق الى اغلاق خط الانابيب الرئيسي الذي ينقل النفط الى مرافئ التصدير مما خفض حجم الصادرات بنحو النصف منذ أسبوع. وقالت مصادر شحن أمس ان صادرات الخام العراقي بلغت 1.19 مليون برميل يوميا في المتوسط في النصف الاول من الشهر الجاري انخفاضا من 1.5 مليون برميل يوميا في يوليو (تموز) وذلك نتيجة اغلاق خط انابيب رئيسي. من جهته توقع خبير نفطي كويتي أن يبقى سعر برميل مزيج برنت على مدى العام الجاري دون الـ 40 دولارا. ولكنه توقع أن تشهد السوق النفطية خلال السنوات الأربع التالية موجة أخرى من الارتفاع. وأشار الدكتور عماد محمد العتيقي العضو في المجلس الأعلى البترول الكويتي إلى تزايد الطلب على النفط، وفسر أسباب هذا التزايد بالنمو الاقتصادي الذي تحققه كل الصين والهند واليابان والولايات المتحدة. حيث بلغ النمو الاقتصادي في هذه الدول حسب آخر التقديرات 9,6 % للصين، و 8.2 % للهند، و5.6% لليابان و 4.8% للولايات المتحدة. وقال إن هذا النمو الكبير لم يأت بصورة مفاجئة، وإنما جاء نتيجة سنوات من السياسات الاقتصادية والتنموية الفاعلة، محذرا من انه إذا ما استمرت مستويات الطلب على ما هي عليه فمن الممكن حصول أزمة على المدى القصير، الا ان العتيقي استبعد حدوث هذه الأزمة لعدة أسباب، منها أنه ما يزال هناك فائض من الطاقة الإنتاجية في بعض الدول مثل السعودية وروسيا، فضلا على أن بعض الانقطاعات المؤقتة تحدث لأسباب سياسية وأمنية مثل ما يحصل في فنزويلا ونيجيريا والعراق. مشيراً إلى أن هذا النوع من الانقطاع لا يستمر لمدة طويلة، اضافة الى أن هناك مشاريع نفطية عملاقة تحت التطوير في عدة دول منها روسيا وآسيا الوسطى والشرق الأوسط سوف توسع حجم الانتاج في سوق النفط العالمي. وأشار إلى أمر آخر وهو أن النمو المتسارع في اقتصادات الدول الكبرى المستهلكة سوف يصاب ببعض التباطؤ في السنوات المقبلة مما يرجح حدوث بعض التوازن في العرض والطلب على المدى المتوسط. وعن الانعكاسات المتوقعة لارتفاع أسعار النفط على دول الخليج، قال العتيقي إنه من الطبيعي أن يولد ذلك الارتفاع فوائض في الايرادات المالية للدول المنتجة بطريقة غير متوقعة وغير مسبوقة، الا انه حذر من استمرار زيادة الأسعار قد تحول الأنظار إلى الدول المنتجة، التي تزداد معها التوقعات تنتهج هذه الدول سياسات اقتصادية واجتماعية رزينة حتى يضمن العالم استمرار تدفق الانتاج وعدم تعرض هذه الدول إلى قلاقل سياسية.