السبت 20 ابريل 2024
الرئيسية - أخبار اليمن - كيف سحقت الحرب النساء العاملات في اليمن؟
كيف سحقت الحرب النساء العاملات في اليمن؟
نساء من اليمن
الساعة 04:13 مساءً
بوابتيجوهرة عبدالله تتجرع النساء العاملات في اليمن مرارتين ، الأولى للخوف والثانية فقدان المُعيل ومصدر الدخل ؛ لتلجأ المرأة العاملة إلى أسوأ الحلول فتبيع أثاثها وحُلِّيها لتستطيع الاستمرار وعائلتها في الحياة. في اليمن، ليس الفقراء فقط من يعانون، فالحرب أهلكت الطبقة المتوسطة التي لطالما كانت دعامةً للاقتصاد اليمني الذي كان الأشد فقرًا والأكثر عجزًا في المنطقة، حتى قبل بدء أعمال العنف التي اندلعت قبل نحو عامين. وكان اقتصاد اليمن في تراجع منذ فترة حكم علي عبد الله صالح الذي اضطُر لمغادرة السلطة قبل نحو خمس سنوات، لكن الأمل في النمو الاقتصادي اختفى عندما اجتاح الحوثيون صنعاء سبتمبر/أيلول2014م. وتقول "سمر ناصر" أنها تعمل معلمة في مدرسة حكومية منذ عشرة أعوام في بلدة "ضلاع همدان" في شرق ريف العاصمة صنعاء، وتتكبد عناء السفر يومياً من وسط العاصمة -حيث تسكن- إلى المدرسة مقابل 53 ألف ريال يمني (180دولاراً) ومنذ سنه لم تحصل على راتبها الذي كان بالكاد يكفي لإطعام أبنائها الأربعة!.   باعت ذهبها قطعة قطعة! وارتفعت الضغوط التضخمية في اليمن بصورة ملحوظة خلال الفترة الأخيرة، لتصل إلى نحو 35 في المائة، بحسب مصادر يمنية توقعت ارتفاعها إلى 50 في المائة حال استمرار الأزمة الاقتصادية الحالية، المتمثلة في انهيار قيمة العملة المحلية الريال. (ارتفع سعر الصرف من 221 ريال للدولار الواحد إلى 877 ريال مع نهاية العام). وأضافت سمر ناصر: "لأنني لا أستلم راتباً ولا زوجي أيضا ؛ صرنا نقترض من الآخرين وبِعت ذهبي قطعةً قطعة .. وتراكمت الديون علينا وصرت أخاف من أين سأقوم بتسديدها إذا استمرت الحياة على هذا المنوال؟!". ويبدو أن وضع "سمر" يشابه وضع "حياة علي" التي كانت تعمل في معمل حكومي في مدينة تعز الجنوبية، التي مزقتها الحرب، لكن بعد غارة جوية اضطرت للانتقال للعيش مع أختها في صنعاء. ثم باعت مجوهراتها وسَهماً كانت تملكه في شركة الاتصالات السلكية واللاسلكية للمساعدة على تحمل نفقات الأجور، قالت (حياة) : "لم يبقَ لي شيء لأبيعه!.."، فقد كانت تكسب 270 دولارًا شهريًا، أي نحو أربعة أضعاف متوسط ​​الراتب. تُعدّ المرأة النازحة من أكثر النساء اليمنيات تعرضاً للانتهاكات القائمة على أساس التمييز بين الجنسين. وقُدّرت نسبة النازحات الإناث بنحو 52 في المائة من إجمالي عدد النازحين (30 في المائة نساء و22 في المائة فتيات). وذكرت (سمر) أثناء حديث "يمن مونيتور" الطويل عن ازدياد الإقبال على المدرسة بسبب اللاجئين الذين تركوا ديارهم هروباً من تلك الحروب الداخلية. وأنهت حديثها قائلة : " كنا مستورين وفي نعمة ، وانقلبت الدنيا علينا ، والآن أفكر الجأ للعمل الخاص ولكن لمن أترك أبنائي الأربعة؟! ". ولا يبدو أن (سمر) ستكون محظوظة بالحصول على عمل في القطاع الخاص ، حيث كشف تقرير لمركز الإعلام الاقتصادي عن إغلاق شركة من كل أربع شركات، كما تم تسريح 70% من العمالة من أعمالهم ، وفقدت منشآت الأعمال العاملة في المناطق الأشدّ تأثّراً بالصراع أكثر من 70 في المئة من زبائنها في المتوسّط.   العاملات في القطاع الخاص وكشف مصدر حكومي في صنعاء - فضّل عدم الكشف عن هويته - عن :  " توقف 60 % من العاملين في القطاع العام للدولة عن أعمالهم بسبب أزمة السيولة". مشيراً إلى أن معظم العاملين يبحثون عن أعمال خارج تخصصاتهم أو عادوا إلى قُراهم. وتقول "سارة عبدالله" - (28 عاماً) معلمة في إحدى المدارس الخاصة بالعاصمة - لـ"يمن مونيتور" إنها تعمل منذ ثلاث سنوات، وقامت إدارة المدرسة بتسريحها وعدد من زميلاتها، خوفاً من تدهور الأوضاع في البلاد وإخراج أصحاب المدارس أبنائهم لعدم مقدرتهم على دفع رسوم التدريس. وأردفت : " بسبب المجريات الأخيرة بالبلد والحروب الحاصلة فيها تم الاستغناء عن العديد من العاملين بسبب عدم مقدرة أرباب العمل الاستمرار في دفع الرواتب وخوفاً من أن تنقلب الدنيا". وأضافت: "أرباب العمل أصبحوا يضغطون علينا بإجبارنا على تدريس أكثر من أربعة أو خمسة فصول ، وهو أمر خارج عن قدرتنا.. فأنا أيضا أقوم بالتدريس في مركز لتحفيظ القرآن الكريم بدون راتب ولكن بسبب ضغط المدرسة المستمر وعدم تقديرهم لتعبنا وحدوث العديد من المناوشات تم الاستغناء عنا". قال مصدر في وزارة التربية والتعليم - قطاع التعليم الخاصّ-، فضّل عدم ذكر اسمه : " في العام الدراسيّ 2015/2016، غادر 60 ألف طالب من المدارس الخاصّة إلى المدارس الحكوميّة، من أصل 300 ألف طالب". وأضاف: "قرابة 200 مدرسة خاصّة أغلقت أبوابها، من أصل 1050 مدرسة". وتعمل معظم النساء المتعلمات في اليمن في قطاع التدريس، الذي يجد بيئة ملائمة بعيدة عن ضغوط المجتمع وعاداته وتقاليده.   العلاقة مع الأزواج ووجدت دراسة حديثة أجرتها منظمة "كير" و" أوكسفام" وغيرهم من المشاركين في العمل الإنساني في أربع محافظات من 22 محافظة يمنية ، أن الانتكاسات في العمل قد تسبب زيادة الصراع بين الأزواج والزوجات في بعض المناطق ؛ ولكن في مناطق أخرى، قالت الدراسة كان هناك تقدير أكبر للمرأة وأدوار الرجال وتحسن الشعور بأن الأدوار بين الجنسين في عمل متبادل ، وعلى وجه الخصوص، كان هناك "زيادة الانفتاح" للنساء العاملات، وتقليل الشعور بالخزي، في الوظائف التي تعتبر "مخزية" بما في ذلك "الجزارين والحلاقين أو بائعي الدجاج." ويبدو أن ذلك إحدى فوائد الحرب حسب ما تراه صحيفة (واشنطن بوست) في تقرير لها الشهر الفائت ، والتي نقلت عن إحدى السيدات وتدعى (عايدة أحمد) البالغة من العمر 33 عاما أنها تشعر بأن الحرب قد غيّرت شخصيتها، فأصبحت متساوية مع الرجل الآن.

آخر الأخبار