الجمعة 26 ابريل 2024
الرئيسية - ثقافة وفن - لماذا قاطع البردوني مهرجان المربد؟!
لماذا قاطع البردوني مهرجان المربد؟!
الساعة 07:06 مساءً (متابعات)

ذات خميس من شهر في سنة 88م قال لي الصديق السياسي المخضرم والمثقف المتميز المرحوم حسين سالم باوزير، وهو من رعيل الريادة المؤسسة للحركة الوطنية في عدن: ما رأيك تجي معي اليوم نخزن عند الأخ عبدالحميد الحدي؟

قلت معك... وفي المقيل، وبالصدفة، جلست بجانب السفير العراقي في صنعاء عبدالحسين الرفيعي وكان ينظم الشعر.. فقال لي تذكرتك في وزارة الخارجية عندكم ستصلك بالتأكيد، وكان يقصد دعوتي للمشاركة في مهرجان المربد مرفقة بتذكرة السفر علی الخطوط العراقية... وقد اعتدت المشاركة إما شاعرا أو محاورا تلفزيونيا بصحبة مخرج ومصور من قناة اليمن.



 

وفجاة سألني السفير: لماذا يرفض البردوني قبول الدعوة الی المربد؟ فاجأني بالسؤال إذ لم أكن قد عرفت سبب انقطاعه عن المشاركة والسفر إلى بغداد.. فأجبته:

لا أدري، فقد تكون الأسباب صحية.. فقال: لا.. لابد أن ثمة أسباباً. قلت سأعرف منه السبب.

 

وحين التقيت الأستاذ عبدالله أخبرته بتساؤل السفير العراقي، وإذا به يقول (لن أذهب إلى بلد يقتل شاعرا في حجم وأخلاق شاعر كبير).

 

قلت ومن هو الشاعر يا استاذ؟ أجاب: إنه الشاعر والمثقف الكبير شفيق الكمالي وزير الإعلام والثقافة العراقي ورئيس اتحاد الأدباء والكتاب العرب..!

 

تفاجأت بالجواب إذ لم أكن قد عرفت بأن النظام السياسي قد قتل أهم رموزه الثقافية والحزبية!

 

كانت العلاقة بين البردوني والكمالي جد حميمية، كما كان الكمالي الوزير دائما في استقبال البردوني في مطار بغداد تقديرا استثنائيا للاستاذ!

 

كان موقف وفاء من أستاذنا تجاه صديقه الاستثنائي

الذي أعدمه الحاكم في بغداد.. ولم أشأ أن أبلغ سفير العراق بهذا السبب الذي جعل البردوني يمتنع عن الذهاب إلى العراق ومربده، مع العلم أن هذا المهرجان كان سبب شهرة البردوني عربيا عند أولی مشاركة خارجية له عام 71م والتي ألقی خلالها قصيدته (أبو تمام وعروبة اليوم)، وتركت صدی واسعاً في كافة أرجاء الوطن العربي.

نقلا عن موقع يمن الغد


آخر الأخبار