السبت 20 ابريل 2024
الرئيسية - ثقافة وفن - الدان الحضرمي .. تراث عريق ينتظر مستقبلا عالميا
الدان الحضرمي .. تراث عريق ينتظر مستقبلا عالميا
الدان الحضرمي .. تراث عريق ينتظر مستقبلا عالميا
الساعة 01:52 مساءً (متابعات خاصة)

 بعدما سادت شھرة فن (الدان الحضرمي) في الیمن وبلدان الجزیرة العربیة خلال عقود مضت ربما یكون الوقت حان

لأن تطیر شھرتھ في الآفاق وصولا إلى العالمیة عبر ضمھ الى قائمة التراث الثقافي العالمي.



وتسعى وزارة الثقافة الیمنیة الى ان یحظى الدان الحضرمي الذي یعد أحد أشھر الفنون الغنائیة والموسیقیة في البلاد باھتمام ورعایة عالمیة من خلال ضمھ إلى قائمة التراث الثقافي العالمي غیر المادي للبشریة.

ویتعین على الوزارة اجتیاز رحلة طویلة حتى إیصال ملف مقنع عن الدان الحضرمي إلى منظمة الأمم المتحدة للتربیة والعلم والثقافة (یونسكو).

وشكلت الوزارة ضمن تحضیراتھا لإعداد الملف بھذا الصدد لجنة من المختصین في شھر ابریل الماضي لجمع وحصر كل ما یتصل بالدان في ساحل

ووادي (حضرموت) ومن المقرر أن تنجز اللجنة مھمتھا في أواخر یولیو 2019 .وفي ھذا السیاق قال وزیر الثقافة الیمني مروان دماج في تصریح لوكالة الأنباء الكویتیة (كونا) أمس الثلاثاء إن الوزارة تخطط لتنظیم اجتماع لبحث ملف الدان الحضرمي في العاصمة المصریة القاھرة.

وأضاف "نسعى خلال ھذا العام لإعداد ثلاثة ملفات في غایة الأھمیة وتقدیمھا للیونسكو فإلى جانب الملف الخاص بالدان الحضرمي ھناك خطط لتجھیز ملفین عن اللغة (السقطریة) واللغة (المھریة)".

وأشار إلى أن "ھدفنا النھائي ھو ضم ھذه المواضیع الثلاثة إلى قائمة التراث الإنساني العالمي لتسلیط مزید من الاھتمام والعنایة بھا بسبب ما لدى منظمة (الیونسكو) من خبرات وقدرات كبیرة جدا في تقدیم الدعم الفني وغیره".

وبین أن "مھمة حفظ التراث الفني والثقافي والتاریخي الیمني تبقى مسؤولیة وطنیة في المقام الاول" مضیفا "عقدنا أواخر ابریل الماضي ندوة في مدینة (سیئون) (اكبر مناطق حضرموت) وتم خلالھا تشكیل لجنة من كبار المختصین لجمع وتوثیق كل ما یتعلق بالدان كما أصدرنا قرارا بإنشاء مركز توثیق التراث الفني والشعبي في مركز (باكثیر) ب(سیئون)".

وأضاف ان الوزارة ستعقد اجتماعا في القاھرة لمناقشة ملف الدان الحضرمي وإثرائھ من قبل خبراء یمنیین وأجانب في فن الدان.

واشار الى ان "توثیق ألوان الفن والتراث الغنائي والموسیقي والشعبي في الیمن یحتاج إلى جھود كبیرة لما یزخر بھ من تعدد وتنوع".

والدان ھو منظومة فلكلوریة طاغیة في حضرموت تشمل الشعر والغناء والموسیقى والرقص وتصھرھا في فن واحد. وللمجتمع الحضرمي تقالید

راسخة في تھیئة الحال والمكان لتأدیة الدان بأجزائھ الأربعة شعرا وغناء وموسیقى ورقصا سواء في الأسمار التي تغطي الساحات العامة أو في المجالس أو في باحات المنازل.

ویرتكز فن الدان على اللحن بصورة أساسیة إذ یبدأ منھ ثم ینتھي إلى الشعر في عملیة عكسیة لتلك التي یمر بھا الغناء التقلیدي العربي الذي یحدد فیھ الشعر مسار اللحن.

وفي ورقة بعنوان (التقنیات الموسیقیة في ألحان الدان) یصنف الباحث طارق باحشوان "الدان ضمن مصنف الغناء التقلیدي تمییزا لھ عن الغناء البدائي والشعبي".

ویعرف باحشوان الدان بأنھ "قالب موسیقي محكم یتكون من عبارات وجمل لحنیة على شكل مقاطع یساوي فیھا كل مقطع لحني مقطعا شعریا مع

استخدام لفظة (دان) قبل أن تدخل الكلمة حتى یتمكن الشعراء من استیعاب الوزن الشعري (البحر) فیقومون بتعبئة ھذه المقاطع شعرا من خلال المساجلات الارتجالیة الشعریة التي تتناول العدید من الموضوعات السیاسیة والعاطفیة والاجتماعیة في جلسات خاصة بذلك".

أما الأصل اللغوي للدان فیسود الاختلاف بشأنھ إذ تذھب الآراء حولھ مذاھب شتى یبرز من بینھا رأیان مختلفان یقول بھما فریقان من دارسي الدان وخبرائھ.

ففي حین یعید الفریق الأول أصل كلمة الدان إلى الدندنة التي تعني الكلام الخفیض الذي یسمع ولا یفھم یرى الفریق الثاني أن الدان مشتق من الدنو الذي یعني الاقتراب.

ویستحسن الباحث في الدان علي أحمد بارجاء الرأي القائل باشتقاق الدان من (الدنو) وذلك في ورقة بحثیة بعنوان (الدان الحضرمي.. بحث في المصطلح اللغوي- محاولة للتأصیل) قدمھا إلى ندوة ثقافیة ضمن أنشطة وزارة الثقافة التحضیریة لإعداد ھذا الملف.

ولیس معلوما على وجھ الدقة تاریخ نشأة الدان وإن كانت بحوث واستدلالات بنصوص شعریة قدیمة تشیر إلى ظھوره في القرن العاشر المیلادي.

واشتھر من بین شعرائھ عمر عبدالله بامخرمة وحداد بن حسن الكاف وحسین المحضار.

أما مطربو الدان فاشتھر منھم كثیرون أبرزھم سعید عوض وحداد الكاف وكرامة مرسال وأبوبكر سالم بلفقیھ والأخیر شكل مع الشاعر الغنائي حسین المحضار أشھر ثنائي غنائي في التاریخ الحدیث للدان الحضرمي.

كما یعود الى ھذا الثنائي الفضل في ذیوع الدان خارج (حضرموت) والیمن بواسطة أغانیھ التي ذاعت في بلدان الجزیرة العربیة والبلاد العربیة.

وللدان الحضرمي ألوان عدة أشھرھا (الدان الغیاضي) نسبة إلى (وادي غیاض) المتصل ب (وادي دوعن) الشھیر ویشیع أداؤه في ودیان (حضرموت) وصولا إلى ساحلھا الغربي و(دان الھبیش) الذي یؤدى في المناطق الساحلیة الواقعة بین مدینتي (الشحر) و(المصینعة).

وھناك أیضا (الدان الشبواني) وھو دان یؤدى في سواحل (حضرموت) انطلاقا من مدینة (الشحر) التي یرجح أنھا موطن نشأتھ.

 اما (دان الریض) الذي اتخذ اسمھ من الطریقة التي یؤدى بھا فھو یؤدى بإیقاعات وألحان بطیئة مقارنة بغیره من الدانات وینتشر في مدینتي (سیئون) و(تریم) لكنھ یشذ عن غیره من الدانات في أنھ یؤدى دون أن یصاحبھ الرقص.

ویثیر تحرك وزارة الثقافة الیمنیة الساعي لإدراج الدان في قائمة التراث العالمي تطلعات الیمنیین والحضارم خصوصا لرؤیة أحد فنونھم الشھیرة تحت ظلة العنایة الأممیة.

ومن المؤكد أن تحقیق ھذا الھدف سیجعل ھؤلاء المتحلقین في سواحل (حضرموت) وسھولھا لغناء الدان والرقص على أنغامھ أو أولئك المنطربین لسماعھ في سائر الیمن أكثر طربا بالانجاز الذي سیتوج تاریخا عریقا من تراث الدان الحضرمي بتشریف عالمي مستحق.  

https://www.kuna.net.kw/ArticleDetails.aspx?id=2805581

 

 


آخر الأخبار