استخلص الكاتب السعودي، فايز الشهري، خمس مشكلات كبرى أعاقت بناء دولة في اليمن التي تشهد حالياً حرباً مستمرة منذ اكثر من ست سنوات.

وقال الشهري في مقال بعنوان "اليمن ومشكلاته الخمس الكبرى" نشر في صحيفة "الرياض" السعوديةئ، اليوم الاثنين، إن أبرز التعقيدات التي تعيق بناء اليمن الحديث في صورة دولة تنمويّة عصريّة يستحقها أهلنا في اليمن، تتلخص في خمس مشكلات رئيسة".

وأوضح الشهري أن المشكلة الأولى تتمثل في أن الدولة اليمنيّة الحديثة لم تتشكل في وضع سياسي وثقافي وجغرافي طبيعي ومكتمل، مشيراً إلى أن "ما حصل في لحظات مرتبكة من التاريخ العربي هو قيام الناصريين بفرض نظام ثوري على شمالي اليمن لم يهضمه اليمنيون جيداً. وفي جنوب اليمن لم يتمكن الشعار الاشتراكي من استثمار موهبة أبناء الجنوب لبناء دولة حديثة فكان نجاحهم في بلدان المهاجر دليلاً على عبقريّة الإنسان اليمني وخيبة السياسيين في وطنه".

وأضاف الشهري: "وحين أتت الوحدة (بين شطري اليمن) حدثت فقط لأن الاتحاد السوفيتي انهار بكل منظوماته فنشأت مع دمج النظامين المتناقضين كينونات عميقة تملك من عناصر العناد السياسي والفخر بالذات ما يكفي لتهديد الوحدة مع كل سانحة تلوح".

وفيما يتعلق بالاشكالية الثانية قال الشهري إنها تتمثل في؛ إشكالات شريحة مهمة من الطبقة (النخبة) السياسيّة اليمنيّة وتعقيدات ارتباطاتها وولاءاتها السياسيّة، لافتاً إلى أن ذلك يبدو واضحاً مع أيام الثورة (في شمالي اليمن) حيث انقسم البيت السياسي والقبلي إلى قسمين متوافقين على انتظار من يفوز، وكذلك الحال بعد الوحدة بحيث استمرت ذات النخبة في استنساخ ذاتها والتربح من تناقضات السياسة في عواصم الاستقطاب الجديدة.

وقال الشهري إن المعضلة الثالثة تكمن في "ضعف وهشاشة مؤسسات الدولة وعلى رأسها الجيش ومؤسسة الأمن والمنظومة التشريعيّة التي فشلت في إدارة تبعات "الفوضى الخلّاقة" بل وتعاضدت فيما بعد مع الحركة الحوثيّة لاستدامة الفوضى والدمار"

وأضاف الشهري؛ المشكلة الرابعة هي إشكاليّة غياب أولويات الوطن وحضور مصالح القبيلة، وهذه الإشكاليّة ساهمت في المزيد من إضعاف الدولة ومصادرة سيادة الوطن في التعامل مع الداخل والخارج. وكانت النتيجة واضحة في خيبة ظن المواطن اليمني في أنظمة الحكم المتعاقبة في شطري اليمن حيث لم تنجح كل هذه الأنظمة سوى في تسهيل تصدير هذا المواطن اليمني مغترباً يحمل شجنه ووجعه".

وفي ختام مقاله قال الكاتب السعودي فايز الشهري إن المعضلة الخامسة تتمثل في "انتهازيّة قسم مهم من القيادات السياسيّة ونفعيّة بعض الزعامات التقليديّة من "المشائخ" والرموز الروحيّة والتي رسّخت في وجدان الموطن اليمني البسيط قناعة تقول إن أسباب وحلول مشكلات اليمن تأتي من الخارج دائماً ومن الخارج فقط".