الخميس 28 مارس 2024
الرئيسية - تقارير وحوارات - فشل الأمم المتحدة في إنقاذ خزان صافر.. تشجيع للإرهاب الحوثي في اليمن والمنطقة
فشل الأمم المتحدة في إنقاذ خزان صافر.. تشجيع للإرهاب الحوثي في اليمن والمنطقة
الساعة 10:45 مساءً

على خلاف التنظيمات الإرهابية الأخرى، تمارس ميليشيا الحوثي الإرهاب ضد اليمنيين والدول المجاورة بشكل علني، وتستند على الدعم الذي يقدمه لها نظام الملالي في طهران، لتجنب أي توجّهات أو ضغوط دولية من شأنها إيقاف ذلك.

ويرسو خزان النفط "صافر" أمام ميناء رأس عيسى بمدينة الحديدة، ويحتوي على نحو 1.1 مليون برميل من النفط الخام. تمنع ميليشيا الحوثي- منذ سيطرتها على محافظة الحديدة عام 2014- إجراء أي صيانة للخزان، وهذا التعنت الحوثي تسبب في تآكل هيكله وجعله عرضة للانفجار أو الغرق في أي لحظة.



ويعد خزان صافر من أبرز الملفات التي أظهرت انتهازية الميليشيا الحوثية وحقيقتها الإرهابية، وكشفت عجز الأمم المتحدة وفشلها في اتخاذ أي موقف جدّي من شأنه تجنّب اليمن والمنطقة والملاحة الدولية تداعيات تسرب النفط الخام من الخزان.

ومؤخراً، كشف سفير المملكة المتحدة لدى اليمن مايكل آرون، أن هنالك اتفاقًا شبه كامل بين الأمم المتحدة والميليشيا الحوثية على ما سيقوم به فريق خبراء الأمم المتحدة، بشأن قضية "صافر" وفقًا لما نقلته صحيفة "الشرق الأوسط".

وأضاف آرون، أن هناك مشكلة تواجه هذا الاتفاق، وهي "التمويل"، حيث قال: "نحتاج إلى  ما بين 3 و4 ملايين دولار، ونتحدث حالياً مع بعض المانحين، وإذا حصلنا على المبالغ قبل نهاية الشهر الحالي أو نهايته من الممكن أن يكون الفريق في جيبوتي".

وكانت ميليشيا الحوثي قد أعلنت -أكثر من مرّة- موافقتها على السماح بوصول الخبراء إلا أنها لم تفِ بأي وعد قطعته، كعادتها في نقض الاتفاقيات والعهود. ومنتصف يوليو الماضي، أعلنت الميليشيا موافقتها على إجراء خبراء الأمم المتحدة عملية تقييم فني للسفينة، قبل أن تتراجع لاحقاً وتطالب بتدخل طرف ثالث.

وجاء هذا الإعلان الحوثي قبل أيام من اجتماع مجلس الأمن الدولي في (19 أغسطس) الماضي، بناء على طلب من الحكومة اليمنية، وحينها اكتفى المجلس بالتعبير عن "الانزعاج الشديد من تزايد خطر تحلل أو انفجار خزان النفط، وحدوث كارثة بيئية واقتصادية وإنسانية لليمن وجيرانه".

كما دعا الميليشيا الحوثية إلى "اتخاذ إجراءات ملموسة دون مزيد من التأخير، بما في ذلك منح تصاريح الدخول، وتوفير مسار سفر آمن وجميع الترتيبات اللوجستية الأخرى؛ من أجل تسهيل الوصول غير المشروط لخبراء الأمم المتحدة إلى الخزان وتقييم حالته وإجراء أي إصلاحات عاجلة محتملة".

وكان وزير الخارجية اليمني محمد الحضرمي قد عبّر في كلمته أمام مجلس الأمن عن خشيته من أن القبول بمجرد سماح الحوثيين بوصول الفريق الفني التابع للأمم المتحدة إلى الخزان خلال هذه المرحلة لن يحل المشكلة، وسيمكن الحوثيين- مرة أخرى- من خطف القضية مستقبلًا عندما يتم رفع الضغط عنهم.

وذكر الحضرمي أن الحوثيين تحت الضغط يقومون بالإعلان دائمًا عن وعود فارغة، وعندما يتوقف هذا الضغط يتراجعون عن التزاماتهم، ولقد رأينا ذلك يحدث في هذه القضية من قبل، وفي قضايا أخرى أيضًا؛ ولهذا السبب فإننا بحاجة ماسة إلى هذه الجلسة، حتى نرسل للحوثيين رسالة قوية مفادها أن عليهم الامتثال هذه المرة وبشكل جدي.

وهذا الأمر  أكده كذلك وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ مارك لوكوك، خلال جلسة مجلس الأمن التي عقدها بشأن خزان صافر، حيث أكد أن الحوثيين اعتادوا المماطلة والتراجع عن موافقاتهم بشكل متكرر.

ومنذ أوائل عام 2018م أطلقت الحكومة اليمنية عدّة مناشدات وتحذيرات، وأرسلت نحو 6 رسائل استغاثة إلى مجلس الأمن تطالبه فيها بمساعدتها في الضغط على ميليشيا الحوثي للسماح للفريق الفني التابع للأمم المتحدة بالوصول إلى الخزان لإجراء عملية التقييم والصيانة إلا أن جميع تلك المساعي باءت بالفشل ولم تلق أي استجابة.

وكان خبراء وفنيون ممن عملوا في الخزان قد أشاروا إلى أنه في حال تسرب المخزون النفطي أو انفجار الخزان فإن الآثار المدمّرة ستستمر لأكثر من 30 عامًا، وستؤثر بشكل كبير على الدول المطلة على البحر الأحمر، بما في ذلك محطات تحلية المياه لدول الجوار.

ويرى مراقبون أن فشل الأمم المتحدة في الضغط على الميليشيا الحوثية للسماح بإجراء صيانة الخزان "صافر" هو ما يشجعها على ارتكاب المزيد من العمليات الإرهابية، سواء في الداخل اليمني أم ضد الدول المجاورة والمصالح الدولية في المنطقة.


آخر الأخبار