الخميس 18 ابريل 2024
الرئيسية - تقارير وحوارات - خصخصة التعليم الحكومي.. خطوة حوثية أخرى لتجهيل اليمنيين
خصخصة التعليم الحكومي.. خطوة حوثية أخرى لتجهيل اليمنيين
الساعة 07:16 مساءً (بوابتي)

 

بعد استبدال الكوادر التربوية وتغيير المناهج الدراسية بأخرى طائفية، بدأت ميليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران، مرحلة جديدة من مخطط تدمير العملية التعليمية في اليمن بهدف تجهيل اليمنيين بدفعهم إلى خارج المدارس.



مصادر تربوية، أكدت أن الميليشيا الحوثية بدأت بخصخصة التعليم الحكومي المجاني في المدارس، وفرضت رسومًا باهظة على طلاب بعض المدارس الحكومية في صنعاء وصلت إلى 65 ألف ريال على طلاب المرحلة الابتدائية و 85 ألف ريال على طلاب الأساسية و95 ألف ريال على المرحلة الثانوية.

وأوضحت المصادر أن من بين هذه المدارس مدرسة بلقيس للبنات التي حولتها ميليشيا الحوثي إلى مدرسة للذكور  وفرضت رسومًا باهظة على طلابها، والتي تعد أوّل مدرسة أنشأت بعد ثورة 26 سبتمبر خاصة بالبنات واستطاعت أن تحافظ على صدارتها ومكانتها من بين مدارس العاصمة.

وأكدت المصادر أن هذه الخطوة الحوثية تأتي ضمن مخطط تدمير العملية التعليمية وإن كان ظاهرها يهدف للحصول على مزيد من الأموال، إلا أنها تهدف لدفع آلاف الطلبة إلى خارج المدارس لكي يسهل لها استقطابهم وتجنيدهم في صفوفها.

ومنذ سيطرتها على العملية التعليمية عقب انقلابها على الحكومة الشرعية عام 2014، شرعت في إجراء تغييرات إدارية واسعة في وزارة التربية والتعليم وفي مكاتب التربية والتعليم في جميع المناطق الخاضعة لسيطرتها شملت السلّم الإداري من أعلاه إلى أدناه، كما شنّت حملة ممنهجة استهدفت الكوادر الإدارية والمعلمين بدأت بقطع مرتباتهم وانتهت بهم بين قتيل وجريح ومشرّد.

وكشفت إحصائيات لنقابة المعلمين اليمنيين، عن مقتل أكثر من 1500 معلم ومعلمة برصاص ميليشيا الحوثي منذ تفجيرها الحرب عام 2014 وحتى أغسطس 2019، فيما تعرّض قرابة 2400 من العاملين في القطاع التعليمي لإصابات نارية مختلفة، نتج عن بعضها إعاقات مستديمة، وتعرّض أكثر من 300 معلم للاعتقال والإخفاء القسري والتعذيب.

وذكرت النقابة أن ما يقارب من 4 ألف معلم فصلتهم ميليشيا الحوثي من وظائفهم واستبدلتهم بآخرين من أتباعها بعضهم متورطون في جرائم وأعمال عنف. مضيفة بأن حوالي 20 ألف معلم اضطروا للنزوح من مناطق سيطرة الحوثيين خلال السنوات الأربع التي أعقبت الانقلاب، فيما يعيش من تبقى هناك أوضاعا إنسانية صعبة جراء انقطاع مرتباتهم منذ 2016.

وبالتزامن مع التغييرات في الكوادر البشرية، أجرت ميليشيا الحوثي تغييرات جذرية في المناهج الدراسية في جميع المستويات، ووفقًا للمسؤول الإعلامي لنقابة المعلمين اليمنيين يحي اليناعي، فإنها أجرت 234 تعديلاً على كتب المناهج الدراسية للمرحلتين الأساسية والثانوية "طبعة 2014م" دون الرجوع للجنة المناهج.

وأشار اليناعي، في تصريح صحفي سابق، أن هذه التغييرات التي جاءت على أساس طائفي سيتأثر بها نحو 3 ملايين طالب وطالبة، لافتاً إلى أن الميليشيا كانت قد علّقت عمل لجنة المناهج ومنعتها من عقد اجتماعاتها والقيام بمهامها، واستبدلتها بلجنة أخرى شكلتها من الموالين لها.

وفي يونيو 2018، كشفت وزيرة الشؤون الاجتماعية اليمنية ابتهاج الكمال، أن الحرب التي شنّتها ميليشيا الحوثي تسببت في حرمان أكثر من 4.5 مليون طفل من التعليم، منهم مليون و600 الف طفل حرموا من الالتحاق بالمدارس خلال العامين (2016، 2017)، نتيجة إقدام الميليشيا على قصف وتدمير 2372 مدرسة جزئيا وكلياً، واستخدام أكثر من 1500 كسجون وثكنات عسكرية، فيما دفعت بأكثر من 2 مليون طفل إلى سوق العمل.

وتؤكّد مصادر تربوية عديدة أن الميليشيا الحوثية ترى في التعليم مصدر خطر يتهدد مشروعها الطائفي العابر للحدود والذي يرعاه نظام الملالي في طهران، ولذلك تسعى بكل جهدها لتدمير العملية التعليمية وتجهيل شباب اليمن كي يتسنّى لها تجنيدهم لخدمة أجنداتها الإيرانية.


آخر الأخبار