الجمعة 3 مايو 2024
الرئيسية - كتابات - لعنة التشابه التي تحكم القطعان..!!
لعنة التشابه التي تحكم القطعان..!!
الساعة 06:45 مساءً (متابعات)

عبدالكريم الرازحي

لعنة التشابه التي تحكم القطعان..!!



بعض الناس الجادين جداً يريدك أن تكتب الكلام الذي برأسه وليس الذي برأسك أنت.

الذي يعرفه وليس الذي تعرفه أنت،

الذي سمع به وليس الذي سمعته أنت،

الذي يعتقده ويؤمن به وليس الذي تعتقده وتؤمن به أنت..

وباختصار، يريد منك أن تفكر بطريقته وتكون مثله.

تقول قولا يشبه قوله ويؤكده،

وتشهد شهادة تشبه شهادته وتؤكدها،

وتلك هي لعنة التشابه التي تحكم القطعان،

وتلغي الفارق بين البشر وبين الخرفان..

 

* * *

 

في اليمن فقط تنتشر عبادة الأصنام..

 

* * *

قال لي متهكما: مافيش معك يا رازحي غير الحديث عن قريتك وعن جدتك!!

قلت:

هناك قرى جميلة في هذا العالم،

لكن ليس هناك أجمل من قريتي..

 

هناك كثير من العظماء في هذا العالم،

لكن ليس هناك من هو أعظم من جدتي.

 

* * *

في صيف 1985 كان صديقي الأرميني الصغير البالغ من العمر تسع سنوات يحدثني في سوتشي على البحر الأسود خلال الفترة التي قضيتها هناك عن المذابح التي تعرض لها الأرمن على أيدي المحتلين الأتراك.

وكانت أمه الجميلة -والتي اكتسبت لونا برونزيا لكثرة استحمامها بالبحر وبالشمس- تنزعج من طفلها الذي كان عقله اكبر من عمره وتطلب منه ان يتوقف عن ازعاجي بحديث المذابح التي تعرض لها شعبه، وتقول له باني جئت من بلدي البعيد لاستمتع وليس لاسمع اخبارا مزعجة.

لكن الطفل المسكون باوجاع شعبه وقد عرف باني كاتب كان وهو يحكي لي يعتقد بأني سوف اعود لأكتب عن ارمينيا وعن معاناة الارمن.

ويوم سفري وهو يودعني اعطاني عنوانه وطلب مني عدم نسيانه وعدم نسيان مأساة شعبه، لكني بعد عودتي بأشهر نسيت اسمه ونسيته ونسيت كل حكاياته..

واليوم فقط تذكرته. ذكرتني به الحرب المشتعلة هناك.

لكني وقد ذهبت الى اقصى النسيان لم انس أمه التي اختزلت جمال ارمينيا وجمال الارمينيات.

 


آخر الأخبار