السبت 20 ابريل 2024
الرئيسية - تقارير وحوارات - هل بإمكان هذا الرجل تجاوز الأزمة وإنقاذ اليمن؟
هل بإمكان هذا الرجل تجاوز الأزمة وإنقاذ اليمن؟
55fc984b5a622
الساعة 05:19 مساءً
يحاول نائب الرئيس خالد بحاح إقصاء متطرفي الدولة الإسلامية وصنع السلام مع مليشيا الحوثي، ولكن التقدم بالعملية صعب في ظل ما دمرته الحرب في اليمن هذه الأيام. الى الرياض، عاصمة المملكة العربية السعودية، وإلى قصر الضيوف والمؤتمرات تحديدا، المبنى الذي يعد الآن بمثابة دار ضيافة للحكومة اليمنية في المنفى منذ إستيلاء المتمردين الحوثيين والقوات المتحالفة معها من داخل المؤسسة العسكرية على أجزاء كبيرة من البلاد، جئت للتحدث مع أحد وزراء الحكومة حول التوترات المتعددة بين القوات المضادة للحوثيين، وتزايد قوة الجماعات المتطرفة في الجنوب، وتفاقم الأزمة الإنسانية كما هو الحال في العديد من المحادثات بشأن اليمن في الفترة الأخيرة، والتي بقدر ما كانت رائعة كانت أيضاً محبطة. بعد حوالي الساعة، أعفى الوزير نفسه من الحديث، وذكر بأن رئيس الحكومة الحالية اليمنية ونائب الرئيس خالد بحاح، قد يجد الوقت للقاء بي، عرفت ان هذه ليست جملة تقليدية، فأنا كنت اشير لذلك بطريقة غير مباشرة منذ فترة، وبعد عشر دقائق، تحرك الباب مفتوحاً، لقد كان الرجل نفسه معلناً بعفويه بأنه قادراً على منحي بعض الوقت في جدول أعماله. يوصف بحاح بالشخصية الرئيسية في مستقبل اليمن، حيث لمّح دبلوماسيون غربيون على نحو متزايد وبطريقة خجولة وبصورة خاصة إلى إبعاد الرئيس عبد ربه منصور هادي من منصبة والصعود ببحاح إلى هرم السلطة الرئاسية كهدف رئيسي، غير أن بحاح لا يستمد دعمه فقط من الغرب، ولكنه حاز أيضاً على ثقة السياسيين الخليجيين، ويبقى أيضاً أحد الشخصيات القليلة التي تحظى بإحترام الشخصيات السياسية اليمنية، سواءً من المؤيدين أو المعارضيين للتحركات السعودية العسكرية الحالية، وجدير بالذكر، أنه منذ بداية الصراع عرض الحوثيين عليه منصباً سياسياً، بأن يكون رئيساً للمجلس الرئاسي تحت إشرافهم المباشر. من نواحٍ عديدة، يبدو بحاح أكبر مما هو عليه الآن، فقد كان خارج البلاد عندما طالت اليمن أيادي الربيع العربي والذي أخذ مكانه متحولاً إلى حرباً أهليه، ولم يكن بحاح طرفاً في الجزء الأكبر من فشل الأوامر التي قادها هادي. في اليوم الذي إلتقيت به، كان قد عاد للتو من مدينة عدن، عندما تفجر المقر الذي كان يقطنه بهجوم مميت من قبل فرع الدولة الإسلامية اليمني، كان بحاح حاداً فيما يتعلق بالتحديات التي تواجة الحكومة، حتى أنه أقسم لي بأن الحكومة ستعود في أقرب وقت ممكن لتلك المدينة الساحلية التي مزقتها الحرب. " لقد كان بمثابة جهاز إنذار" قال نائب الرئيس عن هجوم أكتوبر. " لقد مررنا بذلك مسبقاً... لكن بالنسبه لهم وتوسع عملياتهم في عدن بهذه الطريقة... هذا ما يتعين علينا مواجهته". عمل بحاح وزيراً للنفط خلال حكم الرئيس علي عبدالله صالح للفترة من 2006م وحتى 2008م، ثم عين بعد ذلك سفيراً في كندا وذلك بسبب ماتردد عن معارضته ومواقفه الحازمة ضد الفساد المتفشي في صناعة النفط والغاز في اليمن. وقال أنه إنشق عن إدارة الرئيس السابق خلال الإنتفاضة اليمنية عام 2011م. وعين فيما بعد سفيراً لدى الأمم المتحدة من قبل هادي خلف صالح، من هناك إرتفع في مناصب الحكومة اليمنية الجديدة. وفي أكتوبر 2014م، عين بحاح رئيساً للوزراء الذي شكل بعد إستيلاء المتمردين الحوثيين على العاصمة اليمنية. وعين نائباً للرئيس هادي في وقت سابق من هذا العام في لفتة واضحه نحو حل سياسي والذي يعتبر وحتى الأن بعيد المنال للصراع في اليمن. وافقت الحكومة اليمنية – في المنفى- مبدئياً على محادثات السلام خلال هذا الأسبوع، وقد نأى بحاح بنفسه عن الخطابات المتطرفة للكثيرين في معسكره نحو المفاوضات مع المتمردين الحوثيين وحلفائهم، ويعتبر تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2216، الذي يدعو الحوثيين وحلفائهم الى الانسحاب من المناطق التي استولوا عليها منذ بدء النزاع الأخير، أهم مطالب الحكومة، فقد أكد بحاح إعتقاده بأن التسوية السياسية الحقيقية يجب أن تأخذ مكانها الآن، في الوقت الذي طالبت العناصر المتشددة في الحكومة التنفيذ الكامل قبل أي مفاوضات، بحاح شخصيا أقر محادثات غير مشروطة مع الحوثيين، قائلا أن القرار 2216 يمكن أن يكون بمثابة خارطة طريق قابلة للتطبيق لإيجاد حل للأزمة،" لا أعتقد أن الأمور ستتوقف على أرض الواقع حتى نجلس على الطاولة." أضاف قائلاً. مثل هذه التعليقات قد تبدو غير مثيرة للجدل، ولكنها تسجل الفرق الرئيسي بين وجهة نظر بحاح في إنهاء الصراع ووجهات النظر الخاصة بالرئيس هادي وأقرب معاونيه، في حين دفع بحاح للخلف أي إقتراحات لأي توترات مع هادي وبعض المسؤولين الذين التقيت بهم من الحكومة في المنفى، وعلى حدٍ سواء المقربين لبحاح أو من الفصائل الأخرى. وكثيراً ما انتقد الرئيس وحلفائه بأنهم غير أكفاء وذلك لفشل مرحلة ما بعد صالح الإنتقالية في اليمن. "من أجل بلدنا، علينا أن نقف لإنهاء هذه الحرب"، هكذا أخبرني، مستطرداً "أنه عندما يحين الوقت، سنصافح أولئك الذين يرغبون برؤية بلدهم في سلام." ظهرت مهارة بحاح في كسر المزيد من حدة العناصر المتشددة من حملة قوات التحالف التي تقودها السعودية، والتي أطلقت قصف طويل منذ ستة أشهر في البلاد. وبما أنه يدرك بعمق حجم الأزمة الإنسانية، فقد دعا إلى فتح الموانئ والمطارات والطرق البرية، والتي وفقاً لمنظمات الإغاثة الدولية لا تزال معرقله بسبب تصرفات كل من الحوثيين وحلفائه وأيضاً التحالف الذي تقوده السعودية. لكن السؤال هل ما يزال التغيير ممكنا في هذه المرحلة وما يزال خيارا مفتوحا ؟، بحاح وحلفاؤه خارج البلاد حاليا بسبب الفراغ الأمني في عدن التي شهدت تمتع الجماعات الجهادية بحرية وحركة عنيفة مثيرة للقلق، أججتها أزمة إنسانية وجمود سياسي، والصراع استمر لحرق وتدمير ليس فقط المباني والبنية التحتية في اليمن ولكن أيضاً نسيجها المجتمعي. تركت بحاح مغادراً، شاكراً إياه على هذه المقابلة العرضية، ومع ذلك ظلت تلك الأسئلة مستمرة في ذهني... هل يمكن لهذا الرجل جمع شتات اليمن مرة أخرى؟ برغم كل ما يحدث في اليمن هذه الايام؟ لا توجد إجابة واضحة... ولعل السؤال الأهم هو: هل يمكن لأحد فعل ذلك ؟؟؟
 

آخر الأخبار