أعلنت منظمة "أطباء بلا حدود" انسحابها من محافظتي مأرب وتعز، بعد سنوات من تقديم خدمات طبية حيوية للنازحين والمجتمعات المتأثرة بالحرب، محذّرة من آثار كارثية للقصف الإسرائيلي الأخير على مطار صنعاء وميناء الحديدة، اللذين يشكلان شرياني إمداد إنساني رئيسيين.

وأفادت المنظمة بأنها سلّمت أنشطتها للسلطات المحلية، ما أثار قلقاً لدى العاملين في المجال الإغاثي، خصوصًا أن أكثر من 1.5 مليون نازح في مأرب كانوا يعتمدون على خدماتها، بما في ذلك الرعاية الصحية الأولية وخدمات الأمومة والتطعيم والتغذية.

وفي تعز، التي تعاني من أزمة صحية خانقة بفعل الحصار والحرب، قدمت المنظمة آلاف الاستشارات الطبية وعمليات الولادة ورعاية حديثي الولادة خلال العام الماضي، كما لعبت دوراً حيوياً في مواجهة تفشي الكوليرا والحصبة.

وحذّرت المنظمة من تصاعد التهديدات التي تطال العمل الإنساني، مؤكدة ضرورة تحييد القطاع الصحي عن النزاع، وضمان حماية المرافق الصحية وتأمين وصول السكان إلى الرعاية الطبية.

ورغم انسحابها من مأرب وتعز، أكدت "أطباء بلا حدود" استمرار أنشطتها في عشر محافظات يمنية أخرى، في ظل تدهور حاد في القطاع الصحي وتزايد الحاجة للاستجابة الإنسانية.