في مشهد مؤلم يعكس تراجع مشاعر التضامن والرحمة في الشارع اليمني، روت المواطنة نهلة القرشي تفاصيل صادمة عن مواطن مريض بالكبد كان ينزف أمام أحد المراكز الصحية وسط العاصمة صنعاء، دون أن يلتفت إليه أحد من المارة أو يحاول إسعافه.

وقالت القرشي في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي إنها وأثناء مرورها، بجانب المركز شاهدت الرجل ينزف دماً أمام العيادة، وعند سؤالها عن حالته، أُبلغت بأنه بحاجة إلى حقنة دوائية عاجلة تُقدر بـ25 ألف ريال يمني، وأنه خرج من مستشفى الجمهوري لعدم قدرته على دفع تكاليف العلاج.

وأبدت القرشي استغرابها من لا مبالاة المارة، وقالت: "كنت أصرخ بصوت: مالكم؟ ما عاد في رحمة؟ حتى الكفار بيرحموا!".

وأضافت أن النساء فقط وقفن معها لمساعدته، إلى جانب رجل واحد وصفته بـ"الرجل الحق"، حيث باشروا معاً بجمع التبرعات من المحلات والمارة لتوفير قيمة الإبرة المنقذة لحياته.

واختتمت القرشي رسالتها المؤثرة بالقول: "الموقف آلمني... حسيت أننا نعيش في غابة. الله لا يخارجنا إذا انعدمت الرحمة فينا".

القصة أثارت ردود فعل واسعة على مواقع التواصل، وسط دعوات لإعادة إحياء قيم التكافل والتعاطف في المجتمع اليمني، خاصة في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي يمر بها المواطنون نتيجة الحرب وتدهور الأوضاع الاقتصادية.