الأحد 15 يونيو 2025
الرئيسية - أخبار العالم - هل تنجح إسرائيل في تفكيك محور المقاومة بعد ضرب إيران؟
هل تنجح إسرائيل في تفكيك محور المقاومة بعد ضرب إيران؟
الساعة 07:44 صباحاً (بوابتي)

قبيل شنّ غاراتها المفاجئة على إيران فجر الجمعة، مهّدت إسرائيل لتحركها العسكري الأوسع منذ خريف 2023 عبر ضربات منهجية استهدفت أذرع إيران في المنطقة، وفي مقدمتها حزب الله اللبناني، الذي تعرض لهزائم قاسية أفقدته كثيراً من نفوذه العسكري والسياسي.

فقد تكبّد حزب الله خسائر فادحة منذ فتحه جبهة الجنوب اللبناني دعماً لحركة حماس عقب عملية "طوفان الأقصى" في أكتوبر 2023. وأسفرت المواجهات مع إسرائيل عن مقتل عدد من أبرز قياداته، بينهم أمينه العام الراحل حسن نصر الله، وتدمير جزء كبير من ترسانته العسكرية، إضافة إلى تقطيع خطوط إمداده، خاصة من سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد.



وفي 27 نوفمبر، أنهى اتفاق وقف إطلاق نار بوساطة أميركية الحرب بين الحزب وإسرائيل، وتضمن التزام الحزب بتفكيك مواقعه العسكرية جنوب نهر الليطاني مقابل انتشار الجيش اللبناني، فيما واصلت إسرائيل شن ضربات استباقية طالت حتى الضاحية الجنوبية لبيروت دون رد من الحزب أو إيران.

ويرى الباحث نيكولاس بلانفورد أن "قوة ردع حزب الله قد تزعزعت"، لكنه يشير إلى أن الحزب لا يزال يحتفظ بقدرات هجومية، وإن كانت الديناميكيات السياسية الراهنة تمنع استخدام هذه القوة بسهولة.

سوريا: سقوط النظام يفكك حلقة الوصل

إسقاط النظام السوري أجهز على واحد من أبرز مسارات الدعم التي كانت تعتمد عليها طهران لنقل الأسلحة لحزب الله، إذ كانت دمشق توفر غطاءً لوجستياً وعسكرياً للمجموعات الموالية لطهران. ومنذ اندلاع الحرب السورية، كثفت إسرائيل غاراتها على مواقع إيرانية وسورية، لضمان عدم انتقال السلاح الثقيل إلى الحزب أو وقوعه بيد أطراف "جهادية" عقب انهيار النظام.

أما حماس، التي كانت الشرارة الأولى للتصعيد في أكتوبر 2023، فوجدت نفسها منهكة بفعل الحرب المستمرة في غزة. فقد استهدفتها إسرائيل بغارات جوية وبرية أفضت إلى مقتل عدد من قادتها وتدمير بنيتها التحتية، ما أجبرها على خوض حرب استنزاف من داخل الأنفاق، مع تراجع واضح في قدراتها القتالية، رغم أن تل أبيب لم تنجح حتى الآن في القضاء عليها نهائياً.

مع تفكك خطوط الدعم الأخرى، برز الحوثيون في اليمن كآخر ركائز "محور المقاومة" الذين لا يزالون في وضع هجومي نشط. فمنذ بدء الحرب على غزة، شنّ الحوثيون هجمات متواصلة بالطائرات المسيّرة والصواريخ على أهداف إسرائيلية أو سفن مرتبطة بها، في البحر الأحمر وخليج عدن.

وعلى الرغم من الضربات الأميركية والإسرائيلية المتكررة، لم تتوقف عمليات الحوثيين، ما يجعلهم "الذراع الأكثر فاعلية" حالياً بالنسبة لطهران، بحسب محللين. ويُتوقع أن يكونوا أول من يرد على الغارات الإسرائيلية الأخيرة ضد إيران، في حين يلوذ حزب الله وحماس بالصمت حتى إشعار آخر.

الضربات الجوية الإسرائيلية على إيران تمثل تتويجاً لحملة ممنهجة لتفكيك البنية العسكرية لمحور طهران الإقليمي، عبر إضعاف حزب الله، ومحاصرة حماس، والإطاحة بحلفاء رئيسيين كالنظام السوري. ومع دخول إيران كطرف مستهدف مباشرة، يبقى السؤال مفتوحاً حول رد طهران، والسيناريوهات المحتملة لتوسّع الحرب الإقليمية.


آخر الأخبار