الأحد 15 يونيو 2025
الرئيسية - أخبار العالم - ما هو أسوأ كابوس عسكري لـ إيران؟ - [ترجمة خاصة]
ما هو أسوأ كابوس عسكري لـ إيران؟ - [ترجمة خاصة]
الساعة 08:33 مساءً (بوابتي - مجلة الأمن الوطني - ترجمة خاصة)

بقلم: روبن جونسون: شكّلت عملية نشر ما يصل إلى ست قاذفات شبح أمريكية من طراز B-2 "سبيريت" في قاعدة دييغو غارسيا في مارس 2025 رسالة واضحة إلى إيران وسط تصاعد التوترات الإقليمية.

ورغم أن الولايات المتحدة تأمل في التوصل إلى حل سلمي لطموحات إيران النووية، إلا أن قاذفة B-2 توفر خيارًا عسكريًا فريدًا وفعّالًا.



تُعد هذه القاذفة الطائرة الوحيدة القادرة على حمل القنبلة الخارقة للتحصينات GBU-57 التي تزن 30 ألف رطل، والمعروفة باسم "السلاح الخارق"، والتي صُممت لتدمير الأهداف المدفونة تحت الأرض والمحمية بشكل كبير.

هذا يجعل من قاذفة B-2 السلاح المثالي لضرب المنشآت النووية الإيرانية تحت الأرض، مثل تلك الموجودة في جبال زاغروس، في حال فشل المسار الدبلوماسي وأصبح التدخل العسكري ضرورة.

لماذا تُعتبر قاذفة B-2 السلاح الأمريكي الأمثل ضد تحصينات إيران؟
في أبريل 2025، قال وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسث إن الأمر متروك لإيران لتقرر ما إذا كان نشر قاذفات B-2 على مسافة قريبة من الشرق الأوسط هو بمثابة رسالة لها أم لا.

كما وجه رسالة مباشرة إلى قادة إيران مفادها أنه يأمل أن تسفر المفاوضات الأمريكية الإيرانية بشأن البرنامج النووي لطهران عن حل سلمي.

لكن مع انهيار هذه المفاوضات بالفعل، وبعد أن شنت إسرائيل هجومًا على إيران، بات الحديث عن تجنب الصراع العسكري حول البرنامج النووي الإيراني أمرًا غير مطروح عمليًا.

ما يزال الغموض يحيط بإمكانية استخدام قاذفات B-2 في هجمات مباشرة على إيران.

وقد تم نقل ما يصل إلى ست قاذفات B-2 في مارس إلى قاعدة دييغو غارسيا العسكرية الأمريكية البريطانية في المحيط الهندي ضمن مهمة طويلة الأمد.

وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) بالتزامن مع حملة القصف الأمريكية في اليمن وتصاعد التوترات مع إيران، أن "الولايات المتحدة وشركاءها ما زالوا ملتزمين بأمن المنطقة... ومستعدون للرد على أي دولة أو جهة غير حكومية تسعى لتوسيع أو تصعيد الصراع في المنطقة."

قاذفة B-2: أقوى أسلحة الولايات المتحدة
تمتلك القوات الجوية الأمريكية فقط 19 قاذفة B-2، وتُعد من الأصول الوطنية الاستراتيجية النادرة التي تُستخدم في المهام بالغة الحساسية.

لذلك يتم نشرها بحذر، وعادة في الحالات التي تتطلب مزيجًا من القدرة على التخفي، والمدى الطويل، وحمولة الأسلحة الثقيلة، وهو ما لا تستطيع الطائرات الأخرى في ترسانة القوات الجوية الأمريكية القيام به.

وتتميز قاذفة B-2 ليس فقط بقدراتها الشبحية، بل أيضًا بقدرتها على حمل أضخم القنابل الأمريكية، بما في ذلك الأسلحة النووية.

يشير خبراء الطيران العسكري إلى أن هذه القاذفة تُعد السلاح الأمثل لمن يريد تنفيذ عمليات بحرية وجوية في الشرق الأوسط دون أن يتم رصده.

قال هيغسث خلال زيارة إلى بنما في أبريل: "إنها ورقة ضغط مهمة... إنها تبعث برسالة واضحة للجميع."

وأضاف: "كان الرئيس ترامب واضحًا... إيران يجب ألا تمتلك سلاحًا نوويًا. نأمل بشدة – والرئيس يركز على تحقيق ذلك سلميًا."

قاذفة B-2: سلاح يفوق الحاجة أم ضرورة؟
منذ نشرها في دييغو غارسيا، استخدمت قاذفات B-2 لضرب مواقع تابعة للحوثيين في اليمن ضمن الحرب المتصاعدة بين القوات الأمريكية (خاصة البحرية) وهذه الجماعة المدعومة من إيران.

ومع ذلك، يرى بعض المحللين العسكريين أن استخدام قاذفة استراتيجية بهذا الحجم في هذا المسرح العسكري هو بمثابة "مبالغة في القوة".

لكن السلاح الذي قد يُصبح ضروريًا في المواجهة مع إيران – والذي لا تمتلك القدرة على إطلاقه سوى قاذفة B-2 – هو القنبلة GBU-57 الخارقة للتحصينات التي تزن 30 ألف رطل.

هذا السلاح صُمم خصيصًا لتدمير الأهداف المحصنة والعميقة، حيث يمكنه اختراق الأرض لمسافات كبيرة قبل الانفجار. ويُعرف شعبيًا باسم "كاسر التحصينات."

وتُشير التقارير إلى أن العديد من المنشآت النووية الإيرانية تقع في مثل هذه المواقع المحصنة تحت الأرض.

وتمتلك القوات الجوية الإسرائيلية مجموعة متنوعة من الأسلحة الموجهة ضد الأهداف الأرضية، بما في ذلك بعض القنابل الخارقة للتحصينات، لكنها لا تمتلك قنبلة ذات قدرة اختراق تعادل GBU-57 ولا طائرة مخصصة لإطلاقها من الارتفاعات العالية التي يتطلبها هذا النوع من السلاح.

وكانت وكالة "أسوشيتد برس" قد نقلت قبل أكثر من عامين أن إيران تبني منشأة نووية في جبال زاغروس بعمق قد يكون "خارج نطاق أسلحة الولايات المتحدة المتاحة حاليًا لتدمير مثل هذه المواقع."

لكن سواء أكانت هذه المنشآت بعيدة المنال أم لا، وسواء اعتُبر استخدام قاذفة B-2 "مبالغة" أم ضرورة، فقد تجد الولايات المتحدة نفسها مضطرة لاستخدام هذه القاذفة قبل أن تصل قصة البرنامج النووي الإيراني إلى نهايتها.

 

نبذة عن الكاتب:
روبن ف. جونسون، هو خبير في الشؤون العسكرية الخارجية لدى "مؤسسة كازيميرز بولاسكي" في وارسو. نجا من الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022، وعمل كمستشار للبنتاغون وعدد من حكومات دول حلف شمال الأطلسي وأستراليا في مجالات تكنولوجيا الدفاع وتصميم أنظمة الأسلحة. على مدار 30 عامًا، أقام وعمل في روسيا وأوكرانيا وبولندا والبرازيل والصين وأستراليا.


آخر الأخبار