وجهت رئيس تحالف "نساء من أجل السلام في اليمن" ورئيس "رابطة حماية المعنفات والناجيات من سجون الحوثي"، نورا الجروي، بلاغًا عاجلًا إلى منظمات المجتمع المدني والمنظمات الحقوقية الدولية، كشفت فيه عن استمرار تعرض عارضة الأزياء والمواطنة اليمنية انتصار عبدالرحمن الحمادي لانتهاكات جسيمة داخل سجون جماعة الحوثي في صنعاء.

وكانت انتصار الحمادي قد اعتُقلت على يد عناصر من جهاز "الأمن والمخابرات" التابع للحوثيين في أحد شوارع العاصمة صنعاء في 20 فبراير 2021، على خلفية مزاعم ملفقة تتعلق "بأعمال منافية للآداب"، وهو ما وصفته منظمات حقوقية محلية ودولية آنذاك بأنه اعتقال تعسفي يفتقر لأبسط معايير العدالة، معتبرة أن استهداف الحمادي جاء بسبب عملها في مجال عروض الأزياء والتصوير، الذي تعتبره جماعة الحوثي "منافياً لعاداتهم".

واستند البلاغ إلى شكوى رسمية تقدمت بها الحمادي من داخل السجن، أكدت فيها تعرضها لتعذيب جسدي ونفسي ممنهج، شمل الصعق الكهربائي والحبس الانفرادي لفترات طويلة، فضلًا عن حرمانها من حقوقها الأساسية، مثل حقها في الزيارة وتلقي العلاج والرعاية الصحية.

كما أوضحت الحمادي، في شكواها، أنها تعرضت لمعاملة تمييزية وعنصرية داخل المعتقل، حيث أُفرج عن ثلاث نساء أخريات كن معتقلات معها في ذات القضية، في حين ترفض جماعة الحوثي الإفراج عنها رغم انتهاء مدة الحكم الصادر بحقها، بل وأبلغتها بأن إطلاق سراحها "غير وارد حتى بعد انتهاء العقوبة".

وأكدت الجروي في بلاغها أن الانتهاكات التي تمارسها جماعة الحوثي بحق انتصار الحمادي منذ اعتقالها في فبراير 2021، تشكل "جريمة ضد الإنسانية" وانتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان تستوجب تحركاً عاجلاً من المنظمات الدولية للضغط على الحوثيين من أجل الإفراج الفوري عنها وضمان سلامتها الجسدية والنفسية.

ودعت الجروي في ختام بلاغها جميع المنظمات المعنية بحقوق الإنسان إلى توثيق هذه الانتهاكات ومواصلة الضغط على جماعة الحوثي للإفراج عن انتصار الحمادي دون قيد أو شرط، وحماية النساء اليمنيات من ممارسات القمع والتعذيب التي تنتهك المواثيق الدولية.