الخميس 10 يوليو 2025
الرئيسية - أخبار الخليج - الحوثيون يعودون إلى الواجهة مجددًا: تصعيد في البحر الأحمر ومخاوف من رد أمريكي محتمل
الحوثيون يعودون إلى الواجهة مجددًا: تصعيد في البحر الأحمر ومخاوف من رد أمريكي محتمل
الساعة 04:01 مساءً (بوابتي )

عاد التوتر ليخيم على البحر الأحمر مجددًا، بعد تصعيد لافت من قبل جماعة الحوثي المدعومة من إيران، استهدف حركة الملاحة الدولية في واحد من أكثر الممرات البحرية حيوية في العالم، وسط تساؤلات متزايدة حول موقف واشنطن وما إذا كانت سترد عسكريًا.

في غضون 48 ساعة فقط، تعرضت سفينتان تجاريتان لهجمات منفصلة، إحداهما مملوكة لليونان، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، في تصعيد يعيد إلى الأذهان موجات الهجمات التي هددت الملاحة في المنطقة خلال السنوات الماضية.



ويأتي هذا التطور بعد نحو شهرين من إعلان إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تعليق الحملة العسكرية ضد الحوثيين، مقابل تعهد ضمني من الجماعة بوقف استهداف المصالح الأميركية. غير أن الهجمات الأخيرة بددت الآمال بتهدئة دائمة، وأعادت الملف الحوثي إلى صدارة الاهتمام الأمني في واشنطن.

سفن تحت النار
الهجوم الأبرز طال سفينة الشحن اليونانية "إترنيتي سي"، التي غرقت في مياه البحر الأحمر بعد تعرضها لهجوم مباشر، أسفر عن مقتل 4 من أفراد طاقمها، فيما تم إنقاذ 6 آخرين.

ولم يكن هذا الحادث معزولًا، فقد سبقه هجوم على سفينة أخرى ترفع علم ليبيريا، تسبب في اندلاع حريق وتسرب المياه إلى داخلها، ما أجبر الطاقم على مغادرتها.

وبحسب تقييم أمني صادر عن شركة "أمبري"، فإن السفينة "ماجيك سيز" استُهدفت على الأرجح باستخدام قوارب مفخخة مسيرة، مدعومة بأسلحة خفيفة وقذائف صاروخية، وهو تكتيك بات مألوفًا من جانب الحوثيين في هجماتهم البحرية.

في أعقاب الهجمات، سارعت واشنطن إلى التنديد بالتصعيد، مشيرة إلى أنها ستتخذ ما تراه مناسبًا لحماية الملاحة التجارية وضمان حرية حركة السفن في البحر الأحمر.

حسابات واشنطن
رغم التصعيد، لا توجد مؤشرات قوية حتى اللحظة على تحرك عسكري أمريكي مباشر، وفق ما يرى محللون وخبراء تحدثوا لموقع "سكاي نيوز عربية". مدير مركز التحليل السياسي والعسكري في معهد هدسون، ريتشارد وايتز، أوضح أن البنتاغون لم يستأنف العمليات الهجومية ضد الحوثيين، لكنه يواصل دعم إسرائيل في التصدي للهجمات الصاروخية ويوفر الحماية للسفن التجارية.

وايتز أشار إلى أن مسؤولين في إدارة ترامب بحثوا التصعيد الحوثي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وربما يسفر ذلك عن تعاون عسكري إضافي، لكن دون العودة إلى ضربات جوية واسعة النطاق، ما لم تتسع رقعة الهجمات بشكل كبير.

وبحسب تحليله، فإن الاستراتيجية المستقبلية تتجه نحو دعم قوات محلية يمنية أو إقليمية على الأرض، في ظل قناعة أميركية بأن الغارات الجوية وحدها لا تحقق نتائج حاسمة، مؤكدًا أن مثل هذا التحرك قد يتم عبر قنوات استخباراتية، سواء من وكالة المخابرات المركزية أو الموساد الإسرائيلي.

وايتز شدد على أن واشنطن "لن تلتزم الصمت"، وستواصل الضغط الدبلوماسي على إيران والصين لكبح دعمهما للحوثيين، إضافة إلى تعزيز قدرات الدفاع الجوي في المنطقة.

لا تغيير في الاستراتيجية
من جانبه، أكد مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق للشؤون السياسية والعسكرية، مارك كيميت، أنه لا توجد بوادر على الأرض لعمل عسكري أمريكي وشيك ضد الحوثيين.

وأشار كيميت، الذي شغل سابقًا منصب نائب وزير الدفاع لشؤون الشرق الأوسط، إلى أن سياسة واشنطن في المنطقة لا تزال ثابتة، ولا يُتوقع حدوث تغيير كبير على المدى القريب، مما يقلل احتمالية تنفيذ حملة عسكرية واسعة، سواء من قبل الولايات المتحدة منفردة أو ضمن تحالف دولي.


آخر الأخبار