الجمعة 19 ابريل 2024
الرئيسية - صحافة - مقاتلات مسيحيات على خطوط المواجهة ضد "داعش"
مقاتلات مسيحيات على خطوط المواجهة ضد "داعش"
مقاتلات مسيحيات على خطوط المواجهة ضد داعش بالحسكة
الساعة 04:38 مساءً

تركت بابيلونيا طفليها الصغيرين ليمار وغابريلا ومهنتها كمصففة شعر لتلتحق مع نساء اخريات بكتيبة مسيحية سريانية ينتشر عناصرها على عدد من خطوط القتال ضد تنظيم "داعش" في محافظة الحسكة في شمال غرب سوريا.

وتقول هذه السيدة (36 عاما) القوية البنية بلباسها العسكري المرقط لوكالة فرانس برس: “اشتاق لطفليّ ليمار (9 سنوات) وغابرييلا (6 سنوات) وافكر دائما أنهما يعانيان من الجوع والعطش والبرد، لكنني أشرح لهما انني مقاتلة لأحمي مستقبلهما”. بابيلونيا هي واحدة من السيدات والفتيات السريانيات اللواتي التحقن بكتيبة نسائية تضم عشرات المقاتلات السريانيات، وتخرجت الدفعة الاولى منهن في آب/اغسطس 2015 في مدينة القحطانية في محافظة الحسكة، حيث تقيم بابيلونيا منذ تسع سنوات. وتحمل هذه الكتيبة اسم “قوات حماية نساء بين نهرين”، وهي تسمية تاريخية باللغة السريانية تعني بلاد الرافدين، في اشارة الى المناطق التي تتحدر منها الاقلية السريانية حول نهري دجلة والفرات. وتضيف بابيلونيا بنظرة ثاقبة وهي تحمل سلاحها “انا مسيحية مؤمنة وتفكيري بطفليّ يزيدني قوة وتصميما على مواجهة داعش”. قبل انضمامها الى صفوف المقاتلات السريانيات، عملت بابيلونيا كمصففة شعر، لكنها قررت ان تصبح مقاتلة بتشجيع من زوجها المقاتل هو ايضا، وبهدف “تبديد فكرة أن المرأة السريانية تجيد الأعمال المنزلية والتبرج فقط”، على حد تعبيرها. أما.. لوسيا (18 عاما) العازبة والخجولة الاطباع فقد تركت دراستها لتنضم على غرار شقيقتها الى صفوف المقاتلات السريانيات برغم اعتراض والدتها. وتقول وهي تلف رأسها بوشاح عسكري، وحول عنقها قلادة تحمل صليبا خشبيا وايقونة، “سلاحي هو الكلاشنيكوف ولدي معرفة بسيطة في التقنيص”. وتضيف “شاركت في معركة بلدة الهول للمرة الأولى لكن نقطتي لم تتعرض للهجوم من قبل عناصر تنظيم الدولة الاسلامية”. ويعد السريان احدى جماعات الكنيسة المشرقية والتي تتكلم وتصلي باللغة الارامية. وغالبية السريان هم من الارثوذكس او اليعقوبيين فيما اقلية منهم من الكاثوليك الذين تبعوا روما في القرن الثامن عشر. ويتواجد السريان حاليا في لبنان والعراق وسوريا وحتى في الهند. وكانت اولى مشاركة المقاتلات السريانيات على جبهات القتال الى جانب “وحدات حماية المرأة الكردية” في الريف الجنوبي الشرقي لمحافظة الحسكة. وتقول اورميا (18 عاما)، التي انضمت قبل خمسة أشهر الى صفوف الكتيبة وشاركت في القتال في جبهة الهول، “خفت من أصوات المدافع في البداية لكن الخوف تلاشى بعد لحظات. كم أتمنى أن أكون في مقدمة المشاركين في القتال ضد الارهابيين”. تدريبات عسكرية واكاديمية تتلقى المقاتلات تدريباتهن في أكاديمية عبارة عن طاحونة قديمة، تم تأهيلها في ريف مدينة القحطانية لتتحول الى معسكر تدريبي. وتخضع المقاتلات قبل انضمامهن الى الكتيبة لتدريبات عسكرية ورياضية واكاديمية، تبدأ صبيحة كل يوم بحصة رياضية هدفها تقوية البنية الجسدية للمقاتلات مرورا بتمرين على كيفية استخدام السلاح، ومحاضرات فكرية تتناول اللغة السريانية وتاريخ السريان ودور المرأة. ولا يزال عناصرها في مرحلة التدريب ويملكن القليل من التجربة لأنها حديثة التشكيل.. وتنحصر مهام المقاتلات في حماية القرى والمناطق ذات الغالبية المسيحية في الحسكة. وتوضح ثبيرثا سمير (24 عاما) التي تشغل “منصبا قياديا في التدريب”، لوكالة فرانس برس: “عدد عناصرنا يقارب الخمسين مقاتلة سريانية حتى الان” تخرجن خلال ثلاث دورات تدريبية. وتقول ثيبرتا التي تضع على رأسها قبعة صوف سوداء اللون: “كنت أعمل في الجمعية الثقافية السريانية، لكنني اشعر الآن بمتعة في العمل في المجال العسكري”، مضيفة: “لا أخاف تنظيم "داعش" وسيكون لنا وجود في المعارك المقبلة ضد الارهابيين”. ويقيم نحو 100 الف سرياني في سوريا من اجمالي 1,2 مليون مسيحي. ويخشى هؤلاء ان يلقوا المصير ذاته كمسيحيي العراق الذين تعرضوا لانتهاكات جمة وعمليات تهجير من قبل المجموعات المتطرفة.
 

آخر الأخبار