آخر الأخبار


الاثنين 26 مايو 2025
- السبب الغذائي، حيث أصبح من المعروف أن شهر رمضان يترافقه تنوع الأطباق المتناولة من الطعام وزيادة تناول الدهون والسكريات خلال فترة الأفطار وبالأخص عند وجبة الافطار الرئيسية وبدرجة اقل عند وجبة السحور، وقد اشارت الدراسة التي أجريت على عينة من طلبة جامعة حلب في سوريا خلال شهر رمضان أن معدلات الكوليسترول قد انخفضت في النصف الأول من شهر الصوم حينما تناول الطلبة طعاما قليل الدهن ( 8.8 % من مجموع الطاقة اليومية)، وارتفعت هذه المعدلات حينما تناول الطلبة طعاما غنيا بالدهون خلال وجبتي الافطار والسحور (51.2 % من مجموع الطاقة اليومية) في النصف الثاني من شهر الصيام.
- لقد اجمع عدد من الباحثين في نتائجهم لبحوث أجريت على اصحاء ومرضى على انه كلما ازداد عدد وجبات الطعام المتناولة في اليوم الواحد كلما انخفض مستوى الكوليسترول في الدم، وكلما نقص عدد وجبات الطعام كلما ارتفعت نسبة الكوليسترول، علما بأنه في الحالتين كانت السعرات الحرارية ثابتة من حيث كميتها، وهذه النتائج قد تفسر الاتجاه الى الارتفاع في محتوى الدم من الكوليسترول عند الصائمين، ذلك لأنهم في الغالب يعتمدون على وجبة رئيسية واحدة وهي وجبة الافطار، وتليها وجبة السحور، ومن هنا يمكننا أن نستنتج الأهمية الصحية والطبية لوجبة السحور، فبالاضافة الى انها تقوي الصائم وتعينه على ممارسة أعماله خلال النهار، فانها تساعد على التقليل من حجم الزيادة في محتوى الدم من الكوليسترول والذي قد تؤدي زيادته بشكل كبير الى بعض الآثار الجانبية والسلبية على الصحة، وخاصة على صحة وسلامة القلب والشرايين، وهذا مصداق لما أخبرنا عنه المصطفى صلى الله عليه وسلم حين قال: "تسحروا فان في السحور بركة". وفيما يتعلق بالبروتينات الدهنية، فهي تنقسم الى نوعين رئيسيين: البروتينات الدهنية عالية الكثافة وهي مصدر للكوليسترول النافع، والبروتينات الدهنية منخفضة الكثافة وهي كذلك مصدر لما يسمى بالكوليسترول الضار (10).
فقد أظهرت احدى الدراسات والتي اجراها خمايسة ورفاقه، أنه قد طرأ ارتفاع كبير وملحوظ على محتوى الدم من الكوليسترول النافع وبنسبة تصل الى 31.9 % مقارنة مع محتوى الدم لهذا النوع من الدهون بعد شهر من انتهاء شهر رمضان (بناء على ان الجسم يرجع الى وضعه الطبيعي الذي كان عليه قبل الصيام بعد مرور شهر على صوم رمضان)، لأن كل التغيرات تزول بعد شهر واحد، ما عدا وزن الجسم، وهذا بدوره سيعمل على تقليل نسبة الكوليسترول الكلي الى الكوليسترول النافع وتقليل نسبة النوع الضار الى المفيد في الدم ومن المعروف من الناحية الطبية أنه كلما أنخفضت تلك النسب فان ذلك سيقلل من الاصابة بأمراض القلب وانسداد الشرايين، لما للنوع النافع من دور في ازالة الكوليسترول الضار المترسب على جدار الأوعية الدموية ونقله الى الكبد لتمثيله هناك (11).2. الجليسيريدات الثلاثية: اظهرت العديد من الدراسات ان معدلات الجليسيريدات الثلاثية في الدم تميل الى الانخفاض بشكل طفيف خلال شهر رمضان كما اظهرت دراسات اخرى ان معدلات الجليسيريدات الثلاثية قد زادت خلال هذه الفترة ويرجع هذا التغير بشكل اساسي الى محتوى الاغذية المتناولة خلال فترة الافطار من المواد السكرية والنشوية (الكربوهيدرات) حيث ان الزيادة في تناول الاغذية الغنية بهذه المغذيات يرتبط بشكل وثيق مع الزيادة في محتوى الدم من هذا النوع من الدهون ولكن وبسبب انخفاض محتوى الطاقة المتناولة خلال شهر رمضان سواء من المصادر الكربوهيدراتية او الدهينة بالنسبة لما قبل شهر الصوم فان معدلات الجليسيريدات الثلاثية تميل الى الانخفاض مع نهاية الشهر ومن الادلة على ذلك انخفاض معدلات الاوزان بشكل عام خلال هذا الشهر (كما اشرنا الى ذلك سابقاً) والتي تعكس انخفاضاً في محتوى الطاقة المأخوذة الامر الذي سيقلل حتماَ من محتوى الدم من هذه الدهون (1) (6) (7). 3. التغيرات في محتوى الدم من سكر الجلوكوز: لاحظ الباحثون الذين اجروا فحوصات على محتوى الدم من سكر الجلوكوز ان مستوى هذا السكر يميل الى التغير بشكل طفيف وغير ملحوظ خلال شهر رمضان سواء بالزيادة او النقصان وذلك تبعا لطبيعة الاغذية المتناولة خلال فترة الافطار وخاصة فيما يتعلق بمحتوى الاغذية من الدهون والسكريات فقد لاحظ احد الباحثين ان محتوى الاغذية من الكربوهيدرات والدهون تاثيراً ايجابياً وسلبياً على التوالي لكل منها فيما يتعلق بمحتوى الدم من سكر الجلوكوز (1) (6) (9). 4. التغير في محتوى الدم من حمض البول: يحاول بعض المغرضين في الغرب الايحاء بأن الصيام قد يؤدي الى جفاف الجسم واضطراب محتوى الدم من الاملاح المعدنية وارتفاع نسبة حامض البول فيه. الدم وفي الحقيقة فقد لوحظ ان هنالك ارتفاعاً ملحوظاً في محتوى الدم من حامض البول في نهاية شهر رمضان حيث وصل هذا االرتفاع الى 38% (1) عن المحتوى الاصلي كما في بعض الدراسات وفي المقابل اثبتت بعض الابحاث الرصينة التي اجريت على عينات من الصائمين ان محتوى الدم من حاض البول لم يتغير خلال فترة الصيام، كما اشارت دراسة اخرى الى ان حاض البول قد انخفض خلال الاسبوعين الاولين من الصيام الا انه ازداد زيادة طفيفة في الاسبوعين الاخيرين (3)، وبالرغم من حصول ارتفاع في محتوى الدم من هذا الحامض الا ان هذه الزيادة لا ترقى الى الحد الذي تسبب فيه اعراضاً مرضية كداء النقرس او مايعرف بداء الملوك. والسبب في ذلك ان هذه الزيادة تحدث مرة واحدة في السنة خلال فترة مؤقتة وتزول مباشرة بعد انتهاء شهر رمضان ولا ندري فقد تكون لهذه الزيادة فوائد صحية وطبية لم يشأ الله عز وجل ان يظهرها على اهل العلم والاختصاص ونبقى نحتكم الى اصل عظيم لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه الا وهو قول الحق جل وعلا (وان تصوموا خير لكم ان كنتم تعلمون) وقد لاحظ الباحثون في احدى الدراسات أن تناول غذاء غني بالدهون أحادية اللااشباع، مثل زيت الزيتون، خلال شهر رمضان قد منع حدوث ارتفاع في مستوى حمض البول، والذي يعتمد في زيادته على محتوى الأغذية من الدهون المشبعة، (3) وبهذا فانه يمكننا ان نقلل من الزيادة في هذا المركب من خلال تناول كميات اضافية من زيت الزيتون والتقليل من تناول الاغذيةالغنية بالدهون المشبعة ومصادر البيورينيات والبيرميدينات (والتي ينتهي تمثيلها بتكوين "حمض البول" في وجبات الافطار والسحور). التأثيرات النفسية للصيام وانعكاساتها على الحالة الصحية والتغذوية للصائم: ان المتأمل في فلسفة الصيام وغايته يجد ان عملية الصيام لا تعدو عن كونها عملية تربوية تتم فيها تربية النفس وتهذيبها والأرتقاء بها عن الولوغ والاغراق في اشباع الغرائز والرغبات، فيصبح الانسان قادرا على تجنب اي أمر يتبين له ضرره أو أذاه، لذلك كان صيام رمضان أفضل وسيلة للتخلص من العادات السيئة، التغذوية وغير التغذوية، مثل الادمان على شرب الشاي والقهوة والمشروبات الغازية، والتدخين والتناول المتكرر والمستمر للأطعمة طوال اليوم كما يحدث عند بعض الناس، ولعل هذا الجانب من أهم العوامل التي تساعد المرضى المصابين بالسمنة على التخفيف من حدة هذه المشكلة، حيث يشكو الكثير من المصابين بهذا الداء من عدم المقدرة على مقاومة الطعام وضعف التحمل وضبط النفس عند وجوده، فيكون الصيام بذلك دافعا لهم على مقاومة النفس ودفع هواها تجاه شهوة الطعام. (6) كما ان آداب الصيام واخلاقه تلزم المسلم الصائم بالابتعاد عن كل مظاهر الغضب والانفعال، عملا بقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم: " اذا كان يوم صوم احدكم فلا يرفث ولا يصخب، فان سابه أحد أو شاتمه فليقل: اللهم اني صائم" متفق عليه، وهذا السلوك الاخلاقي على درجة عالية من الأهمية لأي انسان، وخاصة لدى المرضى المصابين بمرض السكري غير المعتمد على الانسولين، وذلك ان الانفعال والضغط النفسي لدى هذه الفئة من المرضى لهما آثار سلبية على صحتهم، حيث يعمل الانفعال والغضب على زيادة محتوى السكر في الدم نتيجة لافراز هرمون الانفعال "الكاتيكولامين"، وبالتالي فان اي عامل مهدىء للاعصاب كالاسترخاء أو غيره سيعمل على التخفيف من حدة الزيادة في سكر الدم، لهذا فان المرضى المصابين بالسكري غير المعتمد على الأنسولين ينصحون بالصيام كوسيلة لتخفيف محتوى السكر في الدم، بينما يمنع المرضى المصابين بالسكري المعتمد على الأنسولين من الصيام بسبب التغيرات الطفيفة التي تطرأ على محتوى الدم من هرمون الأنسولين المسؤول عن تنظيم السكر في الدم.(6) وكما أشرنا مسبقا، فان للعبادات البدنية كالقيام في شهر رمضان دورا في تنظيم عمليات هضم وتمثيل الغذاء وفي زيادة صرف الطاقة، وذلك ان الصلاة يتم فيها استعمال وتحريك معظم الأعضاء والعضلات في جسم الانسان، وهي تصنف من ضمن الأعمال خفيفة النشاط فيما يتعلق بالطاقة المصروفة. الأستنتاجات وفي النهاية يمكننا أن نستخلص أبرز الأسباب التي تجعل من الصيام وسيلة فاعلة للمحافظة على صحة الجسم وحيويته:
- أن الصيام في الاسلام يعمل على اراحة اجهزة الجسم، وخاصة الجهاز العصبي والجهاز الهضمي بعد فترات عمل طويلة، مما يعمل على تقويتها وزيادة كفاءتها، كما انه يعمل على اعادة عمليات الأيض الى وضعها ومساراتها الطبيعية
- ان صيام رمضان والصيام المشروع في غيره من الأيام يعتبر وسيلة بطيئة ولكن أكيدة لتقليل وزن الجسم، دون احداث أية آثار أو أضرار جانبية نتيجة للصوم، كما يحدث في حالات الصوم الكامل والتجويع المستعملة في الغرب للتخفيف من آثار الوزن الزائد، حيث تترافق هذه العمليات مع ارتفاع نسبة الأجسام الكيتونية في الدم.
- ان صيام رمضان والمداومة على عملية الصوم خلال السنة يجنب المسلم الاصابة بمرض السمنة او زيادة الوزن، ويحميه من جميع المضاعفات والامراض الخطيرة الناتجة عن السمنة مثل تصلب الشرايين وأمراض القلب والسكري وأمراض الكلى والمرارة وارتفاع ضغط الدم والنقرس.
- ان الصيام في الاسلام يعتبر وسيلة فاعلة للتخلص من العادات السيئة وخاصة التغذوية التي تؤثر سلبا على الحالة الصحية والتغذوية. فالصيام اشبه ما يكون بدورة طبية مجانية يتلقاها المسلم كل عام مرة، فيعمل على صيانة اجهزة الجسم والمحافظة عليها. والصيام ما هو الا آية من آيات الله الدالة على وحدانيته وقدرته، وقد أحسن من قال: " وفي كل شيء له آية تدل على انه واحد" وهو دليل على صدق نبوءة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي قال قبل أربعة عشر قرنا: "صوموا تصحوا".
الشيعة وولاية علي.. الرسول يرفض تولية علي أبسط الأمور!
هذا شعبُنا الذي نعرف ونحب!
أمي غنيمة
عن الدكتور عبدالعزيز المقالح
فضيحة "دكان القاسمي"، تجاوزات تقوض الثقة المصرفية
الهيمنة الحوثية إلى أين؟