ذكرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية أن الدعم العسكري الإيراني لنظام الرئيس السوري بشار الأسد سيكون أكثر صعوبة في الأيام ال؟قبلة, بعد توصل منافسيها الإقليميين, السعودية وقطر وتركيا, إلى صيغة للتعاون بشأن سوريا واليمن. وأضافت المجلة في تقرير لها في 18 إبريل أن المكاسب الأخيرة للثوار في سوريا هي أولى ثمرات هذا التعاون الجديد بين الدول الثلاث، وأن العملية العسكرية التي تقودها السعودية في اليمن قد تمهد الطريق لعملية مماثلة تستهدف الأسد. وتابعت المجلة أن إيران تعيش حالة ذعر من نجاح الحملة التي تقودها السعودية في اليمن, ومن إمكانية تكرارها في سوريا، ولذا تسعى بكل ما أوتيت من قوة إلى عرقلة نجاح "عاصفة الحزم", أن يكون اليمن, كالجرح النازف, الذي يستنزف السعودية وحلفاءها في المنطقة. وأشارت "فورين بوليسي" إلى أن السعودية تعي فيما يبدو هذا المخطط الإيراني, وتسير بخطوات محسوبة في إطار "عاصفة الحزم", وهو ما يقلل الخيارات أمام إيران وقد يكبدها ثمنا فادحا في حال أصرت على دعم الحوثيين ووكلائها في المنطقة إلى النهاية. وكانت صحيفة "هافينجتون بوست" الأمريكية ذكرت أيضا في وقت سابق أن السعودية لن تتوانى بعد ذلك عن استخدام القوة العسكرية لمواجهة التهديدات الإقيلمية, وهذا ما ظهر بوضوح في "عاصفة الحزم", التي تقودها ضد الحوثيين في اليمن. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 13 إبريل أن الوجهة القادمة لـ"عاصفة لحزم", ستكون على الأرجح سوريا للتخلص من نظام الرئيس بشار الأسد . وكشفت "هافينجتون بوست" أن هناك محادثات متواصلة بين السعودية وتركيا وقطر لتشكيل تحالف عسكري للإطاحة بنظام الأسد, بعد إنهاء "عاصفة الحزم" مهمتها في اليمن, موضحة أن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أطلع في فبراير الماضي الرئيس الأمريكي باراك أوباما على هذه المحادثات, خلال لقائهما بالبيت الأبيض. وتابعت الصحيفة أن تركيا ستتدخل بريا في إطار هذا التحالف المتوقع ضد نظام الأسد، بينما ستدعمها السعودية بالغارات الجوية. وكان الناطق باسم تحالف "عاصفة الحزم" العميد الركن أحمد عسيري قال في 18 إبريل في إيجازه الصحفي اليومي، إن لدى التحالف معلومات مؤكدة تفيد بأن الحوثيين وأعوانهم من الموالين للرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح يحضرون لعمل ما على الحدود السعودية. وأضاف عسيري أن ميليشيات الحوثي حاولت تحريك منصات إطلاق صواريخ سكود نحو الحدود السعودية، وأن الحوثيين يحركون آليات ومعدات من صنعاء باتجاه الشمال، ولكنه قال إن الحدود السعودية آمنة. وأفاد عسيري بأن "الحوثيين يقومون يوميا بتصرفات عبثية تهدف للتضييق على المواطنين اليمنيين"، موضحا أنهم ينصبون نقاط تفتيش ويعتقلون المسافرين الموالين للشرعية في اليمن. وتابع أن الحوثيين عمدوا إلى خطف عمال إغاثة في لحج، وضيقوا على عمال الصليب الأحمر، وأجبروا طائرة كينية على الهبوط، وقال إنهم يصدرون تصاريح مزورة للطائرات، مما يعرض الطيران المدني للخطر. وعن عمليات عاصفة الحزم، أفاد الناطق باسم العاصفة بأن طيران التحالف منع ميليشيات الحوثي من إعادة الانتشار على الأرض، مشيرا إلى أن المقاومة الشعبية في عدن حققت تقدما ضد الحوثيين وداهمت مخازن أسلحة وذخائر لهم في عدن. وعرض عسيري صورا لاستهداف طائرات التحالف مواقع ومخازن أسلحة للحوثيين في مناطق مختلفة, ورحب مجددا بانضمام بعض الألوية التي أعلنت ولاءها للرئيس عبد ربه منصور هادي، مشيرا إلى أن اللواء 35 -وهو أحد تلك الألوية- أصبح ينفذ عمليات ضد الحوثيين. كما أثنى عسيري على إعلان جيبوتي فتح مجالها الجوي أمام طائرات التحالف، مشيرا إلى أن ذلك من شأنه أن يشكل دعما قويا للعملية. وفي إطار العمل الإنساني، تحدث عسيري عن وصول مواد إغاثية إلى ميناء عدن، مشيرا إلى أن العملية تسير بوتيرة جيدة لمساعدة اليمنيين الذين يعيشون ظروفا صعبة. وأشار أحمد عسيري إلى أن السعودية تبرعت بمبالغ مالية لتقديم مساعدات إنسانية، وأن كلا من الإمارات وقطر تبرعت بطائرة محملة بمواد إغاثية.