2017/02/20
ما هو سر تزامن وجود روحاني وأردوغان في الخليج بعواصم مختلفة؟!.. كاتب سعودي يجيب
استعرض الكاتب السعودي "غنام بن هزاع المريخي"، تحليلاً عن تزامن زيارتي الرئيسين التركي "رجب طيب أردوغان"، ونظيره الإيراني "حسن روحاني"، إلى دول خليجية، الأسبوع الماضي، وسبب اختلاف العواصم المُزارة.
وفي مقال له بجريدة "الرياض" السعودية، أشار "المريخي" إلى زيارة "أردوغان" للمنامة والرياض والدوحة تباعًا، وزيارة "روحاني" لمسقط والكويت، الأسبوع الماضي.
وقال "المريخي" إن السؤال الذي يتبادر إلى ذهن كل محلل ومراقب للوضع في منطقة الشرق الأوسط هو: هل كانت الزيارتان مجدولتين منذ مدة طويلة وكان تزامنهما صدفة؟ ولم كانت العواصم الخليجية المزارة مختلفة في كلتا الزيارتين؟.
وفيما يلي نص المقال كاملًا:
أردوغان.. روحاني في الخليج
يتواجد الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" في منطقة الخليج العربي منذ منتصف الأسبوع، زائرًا ثلاث عواصم خليجية هي المنامة والرياض والدوحة تباعًا، ويعقبه الرئيس الإيراني "حسن روحاني" ليزور عاصمتين خليجيتين أخريين هما: مسقط والكويت. والسؤال الذي يتبادر إلى ذهن كل محلل ومراقب للوضع في منطقة الشرق الأوسط هو: هل كانت الزيارتان مجدولتين منذ مدة طويلة وكان تزامنهما صدفة؟ ولم كانت العواصم الخليجية المزارة مختلفة في كلتا الزيارتين؟
وهل للأحداث الأخيرة في المنطقة - من الحرب على داعش في سوريا والعراق وتعثر اجتماعات الأستانة والحرب في اليمن - سبب في الزيارتين؟
يبدو أن زيارة الرئيس التركي تبدو واضحة أكثر، فهو أعلن عن بحثه عن مواقف خليجية، تركيا في حاجة إليها للاستقرار في المنطقة، ويبدو أنه يقصد الدعم الذي يحتاجه الآن في انتقال معارك الجيش التركي وحليفه الجيش الحر من الباب السوري إلى الرقة (المعقل الرئيس لتنظيم داعش) وما تحتاجه هذه القوات من دعم لوجستي، سواء دبلوماسي أو عسكري، خصوصًا ونحن نعلم أن للدول الخليجية قوات في قاعدة أنجيرليك التركية تساعد في الحرب ضد الإرهاب ضمن التحالف الدولي.
ولا نغفل أيضًا أن تركيا من ضمن الدول الراعية لمباحثات الأستانة، إضافة إلى روسيا وإيران، ويظهر أن هذا الأمر الأهم في كون الشريك التركي للمعارضة السورية يعلم كثيرا من الأسرار حول هذه المفاوضات المغلقة ودول الخليج، وخصوصًا السعودية تحتاج أن تعلم عما يدور في هذه المباحثات من دولة راعية لها كتركيا. وتركيا بالتالي تحتاج إلى استمزاج رأي شريك صادق كدول الخليج العربية وحليفة لها في دعم المعارضة السورية.
هذا من جانب الزيارة التركية فماذا عن الزيارة الإيرانية التي تذكر وسائل الإعلام الإيرانية أنها أتت تلبية لدعوة رسمية من العاصمتين الخليجيتين مسقط والكويت؟
ذكرت في مقال سابق أن طهران اليوم في وضع ليس أفضل، فالتصعيد الأمريكي بدأ يتزايد من الإدارة الجديدة، حتى وإن كان لفظيًا حتى الآن. ويبدو أن طهران بما عرف عنها من دهاء سياسي بدأت تلعب لعبتها القديمة، وهي إفساح المجال لوجهها المعتدل المتمثل في "روحاني" لتهدئة روع الخليج من تمددها وتهديداتها المستمرة لدولة.
أقول هنا لا بأس، بل إنه من المفيد أن تقدم طهران نفسها اليوم لدول الخليج كدولة تبحث عن التهدئة، فيجب عدم إضاعة الفرصة ومطالبة إيران بكف شرورها عن المنطقة بالأفعال، كسحب ميلشياتها الطائفية من العراق وسوريا، وإيقاف تهريب السلاح إلى الحوثيين ودعم الإرهابيين في البحرين وباقي دول المنطقة.
أعتقد أن طهران اليوم قد تكون ألين كثيرًا في بعض مواقفها، خصوصًا وإن سارت مفاوضات الأستانة كما يجب وظلت الإدارة الأمريكية على هذا الزخم من التصعيد.
ويبقى السؤال حول تزامن الزيارتين من قبل دولتين فاعلتين في أزمات المنطقة العربية وفي يديهما كثير من خيوط الحل والتعقيد.
تم طباعة هذه الخبر من موقع بوابتي www.bawabatii.com -
رابط الخبر: https://www.bawabatii.com/news109961.html