2017/03/07
صحيفة أمريكية تكشف عن أسباب استمرار زيارة العاهل السعودي لآسيا شهراً كاملاً
  نشرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، مقالاً مطولاً عن الأهمية الكبيرة لزيارة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، لعدد من دول شرق آسيا، وهي الزيارة التي تستغرق شهراً. معتبرة أن الأهمية الاقتصادية والعسكرية والأمنية لهذه الزيارة لا تنسحب على السعودية فحسب، بل تمتدّ لدول الخليج جميعها، وهو ما كان سببًا في أن تستغرق هذه الزيارة شهراً كاملاً. وقالت الصحيفة، إن الزيارة جاءت بعد زيارات رفيعة المستوى بين مجلس التعاون الخليجي ومسؤولين من الحكومة الصينية، وأن رحلة الملك سلمان هي دليل آخر على السعي لجعل العلاقات بين دول الخليج العربي وشرق آسيا أكثر عمقاً، ورغم أن التجارة هي محور مهم للوفد السعودي، إلا أن دور آسيا المتنامي في أمن الخليج سمة رئيسية لهذه الرحلة. وأوضح المقال، الذي كتبه جونثان فولتون أستاذ العلوم السياسية، أن الزيارة دليل على تنامي التعاون العسكري بين السعودية والصين. مشيراً إلى أنه تم التأكيد على العلاقة الأمنية بين الصين والسعودية خلال زيارة إلى الصين قام بها الأمير السعودي محمد بن سلمان ولي ولي العهد، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع في شهر أغسطس، والتي قال خلالها وزير الدفاع الصيني تشانج وان تشيوان، إن “الصين مستعدة لدفع العلاقات العسكرية مع السعودية إلى مستوى جديد”، ومما يؤكد على هذا التنامي في العلاقات، أنه بعد شهرين من تلك الزيارة، أقيمت تدريبات عسكرية مشتركة لمدة 15 يومًا في تشنجدو، حيث شاركت القوات الخاصة السعودية مع نظيرتها الصينية في تدريبات مكافحة الإرهاب. وأضاف جونثان أنه على الرغم من أن هذه هي المرة الأولى التي تعاونت فيها القوات الصينية في مناورات عسكرية مع دولة عربية، فإن المسؤولين العسكريين الصينيين عملوا على تطوير علاقات أعمق مع ضباط من دول مجلس التعاون الخليجي في السنوات الأخيرة، مثل عمان والإمارات. واعتبر المقال أن العلاقات الاقتصادية بين دول الخليج وآسيا أيضاً، تعتبر من الأمور المهمة في الزيارة. مشيراً إلى أن الصين هي أكبر مستورد للنفط، وتعتبر حجر الزاوية في العلاقات بين آسيا ودول الخليج، بحجم تعاون يقدر بـ 185 مليار في عام 2014، ارتفاعاً من 10 مليارات فقط عام 2000. وذكر المقال، أن القيادة السعودية لطالما رغبت في رؤية الصين أكثر نشاطاً من الناحية السياسية في الخليج، وهناك دائماً توقع بأن العلاقة لابد أن تتجاوز العلاقات التجارية مع الصين، وأن تؤخذ على محمل الجدّ أكثر كشريك استراتيجي، معتبراً أن ذلك يترافق مع التوترات بين الولايات المتحدة وحلفائها في الخليج في السنوات الأخيرة، حيث يرغب قادة دول مجلس التعاون الخليجي في إشراك القوى الأخرى، للقيام بدور أكبر في المنطقة. وانتقل المقال إلى المحور الثالث لزيارة خادم الحرمين إلى دول شرق آسيا وهو الأمن، بالقول إن تركيز المملكة العربية السعودية ينصبّ على الأمن. مشيراً إلى أنه على الرغم من أن تفاصيل جدول أعمال زيارة خادم الحرمين للصين لم تعلن بعد، إلا أن محطات أخرى في رحلته أشارت إلى أن الأمن على رأس قائمة القضايا التي يتعين تغطيتها في بكين. وأضاف أن محادثات خادم الحرمين الشريفين في ماليزيا تضمّنت بشكل مكثف موضوع الأمن مع توقيع اتفاقيات التبادل العسكري، والتدريبات المشتركة، وتعزيز التعاون العسكري، وفي إندونيسيا، كان خطابه أمام البرلمان يطالب بتوحيد الجهود في المعركة ضد الإرهاب، مع اتفاقية أمنية وصفت بأنها محور 10 اتفاقيات تم التوقيع عليها خلال الزيارة. كما أنه من المتوقع أن تشمل زيارته إلى اليابان أيضاً نفس الموضوع، ودور اليابان في الحفاظ على ممرات بحرية آمنة بين الشرق الأوسط وآسيا. ودلّل المقال على تنامي العلاقات العسكرية والأمنية بين المملكة واليابان بإعلان السعودية عن خطط لتعيين ملحق عسكري في سفارتها في طوكيو. واختتم المقال بالقول بأن رحلة الملك سلمان إلى آسيا، هدفت لدمج دول شرق آسيا في ديناميكية أمن الخليج، وأن هدفها التحول من نظام تهيمن عليه الولايات المتحدة فقط إلى نظام أكثر تعقيداً من ذلك بكثير، عبر مع مجموعة واسعة من الدول لديها مجموعة متنوعة من المصالح بحسب صحيفة عاجل.
تم طباعة هذه الخبر من موقع بوابتي www.bawabatii.com - رابط الخبر: https://www.bawabatii.com/news113670.html