خلال زيارت الرئيس الامريكي دونالد ترامب للمملكة العربية السعودية، واستقباله من قبل الملك سلمان بن عبد العزيز، كانت القهوة العربية -بحسب التقاليد- أول ما قُدّمت كضيافة للرئيس الأمريكي ، الذي تعرّف على هذا التقليد العربي المتوارث، كما تعرّف على واحدة من أهم تعابيره، ألا وهي هزّ الفنجان.
وخلال استقبال خادم الحرمين الشريفين، السبت 20 مايو/أيار، للرئيس الأمريكي، وتحديداً في مطار الملك خالد الدولي، وتناولهما للقهوة، أوضح الملك سلمان لترامب كيفية التعامل مع فنجان القهوة العربية بعد تناولها؛ من خلال هزّ الفنجان في إشارة إلى الانتهاء منه، وعدم سكب فنجان آخر.
أما زوجة الرئيس الأمريكي، ميلانيا ترامب، التي رافقت زوجها في زيارته الرياض، فقد غرّدت على صفحتها الرسمية على "تويتر"، مبدية سعادتها بالاستقبال الذي حظيت بها هي والرئيس الأمريكي في المملكة العربية السعودية، وقالت: "شكراً للاستقبال الجميل في الرياض".
وحظيت ميلانيا بالضيافة العربية المعروفة، وقُدمت لها القهوة العربية، ونشرت السيدة الأولى في أمريكا إلى جانب تغريدتها صورة تظهر فيها منتظرة لفنجان القهوة السعودية.
وللقهوة العربية أهمية خاصة عند العرب، وتقاليد وعادات تنفرد بها، خاصة الجزيرة العربية وبلاد الشام والعراق، توارثوها كابراً عن كابر.
فلتقديم القهوة وشربها تقاليد وقواعد، تفهم بالإشارات والحركات، وأهم قواعدها طريقة التقديم، التي يجب أن تُقدّم باليد اليمنى، إذ إنها تعتبر إهانة للضيف إن قُدمت باليد اليسرى.
ومن واجب الضيف أن يتناول الفنجان باليد اليمنى، والتصرّف بغير ذلك معاكس لآداب الضيافة العربية، فلا يجوز مقابلة اليمين باليسار؛ لأن ذلك احتقار للمضيف وازدراء له، كما أنه لا يجوز للضيف أن يتناول الفنجان وهو متّكئ، بل عليه أن يستند وأن يكون جالساً باحترام.
وفي بعض المجتمعات العربية، خاصة البدوية منها، يعمد المضيف إلى تقديم الفنجان الأول لنفسه قبل غيره؛ والغرض من ذلك هو معرفة جودة القهوة، والتدليل على حسن النية، وقد يكون الغرض منه طمأنة الضيوف بأن القهوة لا تحوي مادة ضارة.
ومن واجب مقدم القهوة أن ينحني ليصبح الفنجان أدنى من صدر الضيف وفي متناول يده، وعند سكب القهوة في الفنجان ينزل خيط رفيع من القهوة مع رفع الدلة عن الفنجان دون قطع الخيط، والغاية من هذه الحركة إمتاع الضيف بمنظر انسكاب القهوة قبل شربها.
أيضاً تعتبر الكمية المقدمة في فنجان القهوة العربية شرطاً أساسياً في طريقة الضيافة، حيث يجب عدم ملء الفنجان بأكثر من نصفه، وهو ما يعرف بـ "صبة الحشمة"، وفي حال زادت الكمية عن ذلك فهذا يعني أن الضيف غير مرحب به وعليه أن يغادر سريعاً.
<a">
ومن العلامات الخاصة التي تُعرف لدى العرب في أثناء شرب القهوة "هزّ فنجان القهوة"، وهي إشارة من الضيف إلى الاكتفاء من شرب القهوة، وإن لم يهزّ الضيف الفنجان فسيستمرّ المضيف بتقديم القهوة له.
أما أصل عادة "هزّ الفنجان" فتعود في أساسها لكون الشيوخ في السابق يولون مهنة عامل القهوة إلى شخص يكون أخرس وأصم؛ حتى لا يسمع ما يدور من أحاديث ويفشي أسرارهم، فكانوا يهزون الفنجان له دلالة على الاكتفاء.
ومما توارثه العراب أيضاً مسميات تطلق على شرب القهوة لأكثر من مرة.
إذ يسمى الفنجان الأول "الهيف"، ويشربه المضيف ليثبت للضيف أن القهوة ليس بها ما يؤذيه، ولمعرفة جودة القهوة، والفنجان الثاني، يطلق عليه "فنجان الضيف"، ويشربه الضيف، وهو عنوان للإكرام.
أما الفنجان الثالث فيطلق عليه "فنجان الكيف"، ويشربه الضيف للاستمتاع بطعم القهوة، في حين أن الفنجان الرابع يسمى "فنجان السيف"، ويشربه الضيف أيضاً، ويرمز إلى أن الضيف سيقف مع مضيفه في حال تعرضه لأي أذى أو اعتداء.