2017/06/18
لماذا تأزمت العلاقات السعودية التركية فجأة؟.. وهل الانحياز إلى قطر السبب الرئيسي أم أن هناك أسبابا أخرى؟
  دخلت العلاقات السعودية التركية مرحلة جديدة من التوتر أمس الأول بعد كشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن عرضه بإقامة قاعدة عسكرية تركية على الأرض السعودية أثناء لقائه بالملك سلمان بن عبد العزيز، ورفض السعودية لهذا العرض. مواقع التواصل الاجتماعي حفلت طوال اليومين الماضيين بهجوم شرس من عناصر تابعة للجيش الالكتروني السعودي على تركيا والرئيس أردوغان شخصيا، لأنه تقدم بهذا العرض، ووقوف بلاده إلى جانب قطر في الأزمة الحالية بين الأخيرة وثلاث دول خليجية. وكان البرلمان التركي قد صادق على قرار بالسماح للحكومة بإرسال خمسة آلاف جندي إلى القاعدة التركية في قطر، في اصطفاف واضح إلى جانب الاخيرة في أزمتها وخلافها مع المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين ومصر. الرئيس أردوغان قال إن وجود القاعدة التركية في الدوحة ليس لحماية قطر، وإنما دول الخليج الأخرى، وانه فاتح العاهل السعودي الملك سلمان باستعداده لإقامة قاعدة مماثلة في السعودية، الامر الذي اثار غضب السعوديين لانه أظهرهم في وضع ضعيف ويحتاجون لمساعدة الأتراك بالتالي. ما زاد غضب السعوديين ايضا اقامة جسر جوي بين أنقرة والدوحة، فور اغلاق الحدود البرية السعودية القطرية، وقيام الطائرات التركية بنقل آلاف الأطنان من الأغذية والفواكة والخضار لتعويض الواردات القطرية من السعودية، خاصة من الالبان والاجبان. الرئيس أردوغان حاول أن يخفف من حدة الأزمة عندما أعلن أمس في اجتماع لمجلس المصدرين الأتراك بأن دعم بلاده لقطر ليس بديلا لعلاقات تركيا مع دول اخرى في منطقة الخليج، والسعودية منها بالدرجة الاولى، وان المملكة تلعب دورا مفتاحيا في الأزمة مع قطر. هذا التوضيح في الموقف التركي ربما لن يساعد في امتصاص الغضب السعودي الناجم عن الانحياز تجاه دولة قطر في الأزمة، خاصة ان السعودية ألغت اتفاقا بإستيراد سفن حربية تركية في صفقة قيمتها ملياري دولار قبل أسابيع فقط. زيارة وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن حمد آل خليفة إلى أنقرة قبل أيام ولقائه مع الرئيس أردوغان ربما تكون نجحت في تأجيل القرار التركي بإرسال قوات إلى القاعدة التركية في الدوحة حتى نهاية رمضان لافساح المجال للحلول الدبلوماسية للأزمة مع قطر. العرض التركي بإقامة قاعدة عسكرية تركية في السعودية الذي وصف بالعرض “المتغطرس″ و”المهين” أعاد العلاقات السعودية التركية الى ما دون الصفر، الأمر الذي قد يؤدي إلى إغلاق أبواب السعودية والإمارات والبحرين في وجه الصادرات التركية، في وقت تواجه فيه تركيا صعوبات اقتصادية كبيرة انعكست في انخفاض سعر الليرة بأكثر من نصف قيمتها أمام الدولار، وتراجع التنمية إلى اقل من ثلاثة في المئة.
تم طباعة هذه الخبر من موقع بوابتي www.bawabatii.com - رابط الخبر: https://www.bawabatii.com/news134712.html