2018/12/18
إسقاط واجب
بقلم / أحلام القبيلي الفرق بين أداء الواجب وإسقاط الواجب الإحسان والإتقان والإبداع ولم نصل إلى ما نحن عليه من الفشل الذريع الذي أصاب جميع نواحي حياتنا وعلاقتنا إلا بسبب تفشي ظاهرة أو مرض إسقاط الواجب فأصبحت كل أفعالنا وأقوالنا الدينية والدنيوية، العاطفية والإنسانية والوطنية وووو تدخل وتخرج من باب واحد اسمه أسقاط الواجب ، وإذا أُسقط الشيء خرج ناقصاً مشوهاً ميتاً لا روح فيه. عندما تؤدي الواجب تبذل كل جهدك وما في وسعك ، وتحاول وتحاول وتحاول حتى تقهر المستحيل .... تفعل ذلك بكل حب وأخلاص واهتمام ، ودون تبرم أو تضجر وعندما تُسقط الواجب يصبح الممكن في نظرك مستحيل والموضوع لايستحق المحاولة ، وإذا فعلته فكأنما تتخلص منه (ولايكلف الله إلا وسعها) ، ( أعجبكم وإلا اشربوا من البحر) ( أنا مش فاضي) ( عملت اللي عليا) عندما تُسقط الجواب تُؤدي العمل ليس حباً ولا رغبة فيه ولا اقتناعاً به ، إنما هروباً من العقاب واللوم والعتب والأحراج ، وأحيانا حيلة نفسية ليقتنع المقصر بأنه فعل ما عليه وينجو من عذاب الضمير عبادتنا أسقاط واجب فلا خشوع ولا خضوع ولا تدبر ولا تفكر ولهذا لم ننتفع بالدين والتدين معاملاتنا أسقاط واجب لا صدق ولا أخلاص ولا أمانة وفقدنا الثقة في كل شيء علاقتنا تعاني من أسقاط الواجب ،فخلت من الإحساس والشعور والمشاركة الروحيه والوجدانية فأنتقطعت الأواصر وتفككت الروابط وأصبحت مجرد ديكور حتى الحب أصبح مجرد أسقاط واجب ، "وعلى قولة فايزة أحمد": ( الحب مش غيرة وشجن .. الحب أكبر من كده) ورعى الله أيام كان يغني الفنان ( والله ما أترك غرامك لو يسيل الدم .... أو يعلم الكل قاصيها ودانيها) وأصبح يغني فنان هذه الأيام:( بك أو بغيرك شاعيش) و( قررت افرمت قلبي وانسى غرامك كله) و قد وصلنا إلى زمن أفتقدنا فيه إسقاط الواجب ورضينا به حتى قالت وردة: ( زروني كل سنة مرة حرام تنسوني بالمرة). وأقسى أنواع أسقاط الواجب ما كان مع من عملوا معنا ولنا كل الواجب وفوق الواجب وأكبر وأكثر من الواجب ولا أرى هذه الأعياد عيد الأم عيد المرأة عيد الحب عيد الزواج عيد العمال عيد المعلم العيد الوطني عيد الشجرة إلا مناسبات لإسقاط الواجب تجاه كل شيء قصرنا في حقه. ختاماً لن تجدوا قصة تشرح وتوضح الفرق بين إسقاط الواجب وأداء الواجب مثل هذه القصة التي يتجلى فيها أرقى أنواع الإسقاط ولكنه رغم الرقي موجع: سئل رجل عبدالله بن عمر رضي الله عنهما : أمي عجوز لا تقوى على الحراك وأصبحت أحملها إلى كل مكان حتى لتقضي حاجتها وأحيانا لاتملك نفسها وتقضيها علي وأنا أحملها ، أتراني قد أديت حقها؟ فأجابه ابن عمر : ولا بطلقة واحدة حين ولدتك ، تفعل هذا وتتمنى لها الموت حتى ترتاح وكانت تفعلها وأنت صغير وتتمنى لك الحياة.
تم طباعة هذه الخبر من موقع بوابتي www.bawabatii.com - رابط الخبر: https://bawabatii.net/news228378.html