2019/10/30
احتفالات الحوثي بـ«المولد النبوي».. استغلال سياسي ونهب لأموال الشعب

أجبرت ميليشيا الحوثي الانقلابية –في سابقة من نوعها- منظمات المجتمع المدني والجمعيات الخيرية في المناطق الخاضعة لسيطرتها على إقامة أنشطة وفعاليات احتفالية بمناسبة ذكرى المولد النبوي وتقديم التهاني لقيادة الميليشيا الحوثية بهذه المناسبة، ومثّل ذلك تعديًّا واضحًا على حريات الناس وأموالهم يضاف إلى سلسلة الانتهاكات التي ترتكبها الميليشيا الحوثية.

 

وقالت مصادر مطلعة إن مكتب الشؤون الاجتماعية والعمل بصنعاء، والذي يديره القيادي الحوثي "ناصر الكاهلي"، أصدر توجيهات تلزم جميع المنظمات والجمعيات والمؤسسات المدنية بإقامة أنشطة احتفالية بمناسبة المولد النبوي.

 

وأضافت المصادر أن الميليشيا ألزمتها أيضاً بالتفاعل والمشاركة وحضور ممثليها في الأنشطة والفعاليات الرئيسية التي ستقيمها في صنعاء احتفالًا بالمناسبة، محذّرة بمعاقبة أي مؤسسة تتهاون بالأمر أو تخالف التوجيهات الصادرة بهذا الخصوص.

 

ولم تتوقف التوجيهات الحوثية هنا، بل طالبت منظمات المجتمع المدني والجمعيات الخيرية برفع لافتات في الشوارع الرئيسية المجاورة لمقراتها تهنئ فيها قيادات الميليشيا الحوثية والشعب اليمني بهذه المناسبة، وإرسال صورة من اللافتة بعد التعليق واسم الشارع الذي تم رفع اللوحة فيه.

 

وجاء في التعميم الثالث الذي أرسلته الميليشيا إلى المنظمات "ننوه جميع ممثلي منظمات المجتمع المدني الذين تم تعليق اللوحة المطلوبة... أن عليهم إرسال صورة من اللوحة بعد التعليق واسم الشارع الذي تم التعليق فيه... حتى يتسنى لنا تسجيل كل المنظمات المشاركة وكي لا يسقط أي اسم سهوًا.. الإرسال إلى الأخ عبدالله سفيان عبر الرقم التالي: 777969910".

 

وبدأت الميليشيا منذ منتصف أكتوبر الماضي 2019، حملة واسعة لجمع الجبايات من المواطنين في المساجد، وفي مجالس المواطنين في المدن والقرى، تحت مسمّى دعم الفعاليات الاحتفالية بذكرى المولد النبوي.

 

وأكّدت مصادر محلّية متعددة أن الحملة الحوثية طالت المحلات التجارية (الكبيرة والصغيرة)، والمطاعم والبوافي والمخابز، وعلى إثرها أغلقت الميليشيا المئات من المتاجر والصيدليات والمخابز والمستشفيات، واعتقلت ملّاكها لعدم قدرتهم على دفع المبالغ المطوبة".

 

وشملت الحملة، وفقاً للمصادر، المدارس الحكومة والأهلية في المناطق الخاضعة لسيطرتها، مؤكدة أن الميليشيا طلبت من إدارات المدارس جمع التبرعات من الطلاب وإعدادهم للمشاركة في الفعاليات التي ستقيمها خلال الأسبوع القادم.

 

وأشارت المصادر إلى أن الميليشيا حوّلت هذه الذكرى إلى موسم إلى جباية الأموال المهولة من خلال نهب أموال المواطنين والقطاع الخاص، وتستغلّها لزيادة أرصدت قياداتها، وتمويل حروبها التوسعية وأنشطتها الإرهابية في اليمن والمنطقة، وأجبرت المحلات التجارية في محافظات صنعاء وعمران والمحويت على طلاء أبوابها باللون الأخضر، وهي سابقة لم تحدث في تاريخ اليمن الحديث، ولاقى هذا التوجه استياء واسعًا في أوساط التجار وسكان تلك المناطق، وفقاً للمصادر.

 

ومنذ نشأتها ميليشيا الحوثي كانت تقيم فعاليات داخلية متواضعة للاحتفاء بهذه المناسبة وغير معلنة، لكنها بعد سيطرتها على صنعاء وانقلابها على الحكومة الشرعية في سبتمبر/ أيلول 2014، وسعت هذه الاحتفالات، وأصبحت تهدر سنوياً مليارات الريالات لإقامتها، وفي الوقت نفسه ترفض صرف مرتبات الموظفين، ويعيش ملايين اليمنيين في مناطق سيطرتها على حافة المجاعة.

 

وعلّق السفير اليمني في الأردن علي العمراني على مظاهر احتفال الحوثيين بهذه المناسبة، فقال: "لا يحتفل الحوثيون بميلاد النبي الكريم مستلهمين هديه في العدل والمساواة بين الناس، حيث "أكرمكم عند الله أتقاكم"، ولكنهم يحتفلون لتأكيد المزاعم الزائفة بأفضليتهم وأحقيتهم بالإمامة والزعامة".

 

وأضاف العمراني، في تغريدة بصفحته على تويتر، واصفاً هذه الممارسات: "زيغ عظيم عن مقاصد الرسالة وزيف لا يتحمله العصر وأهله، بل لا يتحمله بشر سويّ في كل العصور".

 

وحذّر مراقبون من خطورة ما تقوم به ميليشيا الحوثي الكهنوتية من ممارسات تهدف إلى تغيير الهوية الوطنية وتطييف المجتمع اليمني، وتحاول من خلالها تقديم نفسها وريثًا حصريًا للإسلام بمزاعم قرابتها من النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وبناء على هذه الأوهام تدعي أحقيتها في حكم الشعب والتفرّد بثرواته.

تم طباعة هذه الخبر من موقع بوابتي www.bawabatii.com - رابط الخبر: https://bawabatii.net/news251580.html