2020/01/22
«السبت الدامي».. العالم يستنكر مجزرة الحوثيين في مسجد مأرب

«السبت الدامي»، هكذا يؤرّخ اليمنيون أكبر مجزرة إجرامية ارتكبتها ميليشيا الحوثي الإرهابية بحق اليمنيين في هجوم غادر استهدف مسجدًا بمحافظة مأرب، وراح ضحيته 111 قتيلاً و100 جريح من المدنيين والعسكريين (غير المقاتلين)، بحسب وزارة حقوق الإنسان اليمنية.

وأظهرت مشاهد مصوّرة تداولتها وسائل الإعلام وناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي دماراً هائلاً لحق بالمسجد وآثار دماء الضحايا مسفوحة على الحطام وبقايا الجدران، فيما نشرت مقاطع أخرى للجرحى وهم يتلقّون العلاج بمستشفيات محافظة مأرب.

ولاقت هذه الجريمة الحوثية، استنكاراً واسعاً على المستويين المحلّي والدولي، منددة باستهانة الميليشيا الحوثية بالمقدّسات الدينية واستهدافها الآمنين في المساجد واستباحتها حرمة الدم اليمني متجرّدة من القيم والأخلاق والمبادئ الإسلامية والإنسانية.

وحول ذلك، أكّد رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي، أن "مثل هذه العمليات الإرهابية التي ترتكبها الميليشيا الحوثية ضد التجمعات وصولاً إلى دور العبادة بما تمثّله من اعتداء سافر فإنها أيضاً تجسّد وجهها القبيح المجرّد من القيم الدينية والأخلاقية"، وأضاف: "أن الأفعال المشينة للميليشيا الحوثية تؤكّد دون شك عدم رغبتها أو جنوحها للسلام؛ لأنها لا تجيد غير مشروع الموت والدمار، وتمثّل أداة رخيصة لأجندة إيران في المنطقة" وفقاً لما نقلته وكالة سبأ الحكومية.

من جهتها قالت الأمم المتحدة، إن الهجوم الصاروخي الذي تعرّض له معسكر القوات الحكومية في مأرب قد يعطل العملية السياسية الهشة في اليمن أصلًا.

 وأدان مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث الحادث، وقال، إن "التقدّم الذي حققه اليمن بشقّ الأنفس لوقف التصعيد هشٌّ للغاية... هذه التصرفات يمكن أن تعطّل هذا التقدّم"، وحثّ الأطراف على توجيه طاقاتها للسياسة والكفّ عن القتال.

واعتبر الاتحاد الأوروبي، في بيانه الصادر عن خدمة العمل الخارجي في بروكسل، أن هذا العمل يهدد استمرار توقف التصعيد العسكري، ويقوّض العملية التي تقودها الأمم المتحدة في اليمن.

وفي بيان الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، أكد أن هذا الهجوم الإرهابي "قد يكون الأكثر دموية منذ اندلاع الحرب اليمنية"، وأنه "لا يخدم سوى أجندات قوى إقليمية تسعى لاستخدام الحوثيين كمخلب قط".

وأضاف أن ذلك "يشير مجدداً إلى محاولة أطراف خارجية تسخين الجبهة اليمنية لصرف الأنظار عما تواجهه من مشكلات وتحديات داخلية"، مشيراً إلى أنه "يأتي في توقيت دقيق، وأن هدفه تقويض حالة الهدوء النسبي التي سادت خلال الفترة الماضية على الساحة اليمنية، ومن ثم تعطيل أي تحركات جدّية نحو الحلّ السلمي".

وقال رئيس البرلمان العربي مشعل السلمي إن "هذا الهجوم الإرهابي الجبان يُعدّ جريمةً بشعةً تُنافي كلّ الشرائع السماوية والقيم الإنسانية، بسفك الدماء المعصومة، وانتهاك حرمة بيوت الله، وترويع المصلين الآمنين"، مطالباً الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي باتخاذ "إجراءات فورية وعاجلة لمحاسبة ميليشيا الحوثي الانقلابية على هذه الجريمة اللاإنسانية النكراء التي كشفت الوجه الإجرامي لها".

من جهته، سفير الولايات المتحدة لدى اليمن كريستوفر هِنزل، أدان الهجوم، وحثّ كافة الأطراف على الخفض الفوري لتصاعد الأنشطة العسكرية، والعمل معاً على حلٍّ سياسي ليمنٍ موحّدٍ ومستقرّ لكلّ اليمنيين.

ومن جانبه، سفير المملكة المتحدة لدى اليمن ميشيل آرون أعرب عن حزنه لسماع الأنباء عن ضحايا الاستهداف الصاروخي، معبراً عن تعازيه لأسر الضحايا. مشيراً في تغريدة على حسابه بتويتر، إلى أن هذا الهجوم يأتي بعد أن أشاد مارتن غريفيث بجميع الأطراف لإظهارها ضبط النفس مع انخفاض كبير في عدد الغارات. حاثاً جميع الأطراف على العودة إلى ضبط النفس والاستمرار بإيقاف التصعيد.

وأدانت فرنسا ھجوم الحوثیین على المسجد، وقالت المتحدّثة باسم الخارجیة الفرنسیة أغنیس فون دیر مول في بیان "إن 70 شخصًا على الأقل قتلوا في ھجوم مأرب"، مضیفة "بعد عدة أسابیع من الھدوء، یھدد استئناف القتال ھذه الجھود المستمرة لإحلال السلام".

الخارجية السعودية، أدانت الهجوم الصاروخي الحوثي وأكدت أنه "تعطيل متعمد لمسار الحلّ السياسي"، وأعربت في بيان لها، أن "هذا الهجوم الإرهابي الذي لم يراع إلًّا ولا ذمة في استهداف دور العبادة واستباحة دماء اليمنيين، يعكس استهانة تلك الميليشيا الإرهابية بالمقدسات واسترخاصها الدم اليمني".

ومن جانبها، أعربت دولة الإمارات عن استنكارها الشديد هذه الأعمال الإجرامية، ورفضها الدائم لجميع أشكال العنف الذي يستهدف زعزعة الأمن والاستقرار، ويتنافى مع القيم والمبادئ الدينية والإنسانية".

ودعت وزارة الخارجية والتعاون الدولي بدولة الإمارات، في بيان لها، المجتمع الدولي إلى التكاتف لمواجهة الإرهاب مهما كان مصدره، والذي يقوّض فرص السلام والاستقرار والأمن.

أدانت جمهورية مصر العربية بأشد العبارات هذا "الهجوم الإرهابي"، وأكّدت في بيان صادر عن وزارة الخارجية، رفضها التام كل أشكال الإرهاب والعنف والتطرف، وتضامنها مع "الجمهورية اليمنية في هذا المُصاب الأليم".

وأعربت البحرين عن بالغ التعازي والمواساة لأهالي وذوي ضحايا مسجد مأرب، وتمنياتها بالشفاء العاجل لجميع المصابين، «جراء هذا العمل الإرهابي الآثم الذي يتنافى مع جميع المبادئ الدينية والقيم الأخلاقية والإنسانية»، وشددت الخارجية البحرينية على أن الأعمال الإرهابية تعكس إصرار الميليشيا الحوثية على «مواصلة العنف والإرهاب، وعرقلة الجهود الرامية للتوصل إلى حلّ سياسي يحفظ لليمن وحدته وسلامة أراضيه، ويحقق تطلعات الشعب اليمني الشقيق في الأمن والاستقرار والرخاء».

وعبّر مجلس الوزراء الكويتي عن استنكاره وإدانته الهجوم الحوثي ضد معسكر للجيش في مأرب، وأعرب عن «رفضه القاطع لهذا العمل الإجرامي الذي يعكس تعنت وإصرار الجماعة الحوثیة على مواصلة زعزعة الأمن والاستقرار، وترويع الآمنين في اليمن»، ودعا مجلس الوزراء الكويتي المجتمع الدولي إلى «التحرك الجاد لوضع حدّ لهذه الأعمال الإجرامية وللصراع القائم في اليمن».

ولا تزال حصيلة ضحايا الهجوم الإرهابي الحوثي تتزايد، وتتوالى كذلك الردود المنددة بالجريمة على المستوى الشعبي والرسمي محلياً ودولياً، في حين تواصل المليشيا الحوثية توزّع قذائف الموت على اليمنيين في مختلف المحافظات، وسط غياب المواقف الدولية الجادّة لكبح جماحها وتوفير الحماية لليمنيين.

 

تم طباعة هذه الخبر من موقع بوابتي www.bawabatii.com - رابط الخبر: https://bawabatii.net/news256488.html