2020/02/13
اكتشاف 83 مقبرة أثرية في «أم الخلجان» بدلتا مصر تعود إلى «حضارة بوتو»

 رغم أنّ المواقع الأثرية في دلتا مصر الخضراء ليست شهيرة على غرار نظيراتها بجنوب البلاد والجيزة، فإنّها لا تقلّ أهمية من الناحية الأثرية والتاريخية، وهو ما تعززه الاكتشافات الأثرية المتكررة، والتي كان آخرها أمس، إذ أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، اكتشاف 83 مقبرة أثرية بمنطقة «أم الخلجان»، في محافظة الدقهلية (دلتا مصر)، تعود إلى النصف الأول من الألف الرابع قبل الميلاد، المعروفة باسم حضارة «بوتو» أو «مصر السفلى» واتخذت المقابر شكل حفر بيضاوية نحتت في طبقة الجزيرة الرملية، بداخلها دفنات في وضع القرفصاء، وعثر مع هذه الدفنات على أثاث جنائزي. ووفق الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، فإنّ هذه هي المرة الأولى التي يُكشف فيها عن توابيت فخارية ترجع إلى فترة نقادة الثالثة في مواقع محافظة الدقهلية، حيث لم يسبق الكشف عن الدفن داخل توابيت فخارية سوى في حالة واحدة كُشف عنها بواسطة البعثة البولندية بتل الفرخة بالدقهلية. ويعد هذا الاكتشاف إضافة مميزة إلى تاريخ موقع أم الخلجان الأثري، حيث يؤكد أنّ الموقع شهد كثافة في الاستيطان خلال عصر نقادة الثالث، بالإضافة إلى الكثافة التي شهدها خلال فترة بوتو، ومن المتوقع الكشف عن المزيد من المقابر التي تم الدفن فيها داخل توابيت من الفخار، وفق بيان وزارة السياحة والآثار المصرية. 

ومن بين الأثاث الجنائزي الذي عُثر عليه، توجد مجموعة من الأواني الفخارية الصغيرة يدوية الصنع، بالإضافة إلى محارة أو محارتين من المحار البحري، وفق الدكتور أيمن عشماوي، رئيس قطاع الآثار المصرية في المجلس الأعلى للآثار، الذي يضيف أنه عُثر على تابوتين من الفخار بداخلهما دفنة في وضع القرفصاء ويحيط بها الأثاث الجنائزي، على غرار أوانٍ فخارية مختلفة الأشكال والتي تتميز بها هذه الفترة الزمنية.

كما عثرت البعثة الأثرية المصرية أيضاً على صلايتين من صلايات صحن الكحل إحداهما ذات شكل مستطيل والأخرى ذات شكل دائري، كما عُثر على كتلة صغيرة من الظران كانت تستخدم لصحن الكحل على تلك الصلايات، كما سبق الكشف عن صلاية على هيئة سمكة البلطي. الكشف الذي أعلنت عنه وزارة السياحة والآثار أمس، ليس الأول من نوعه بالمنطقة، ففي شهر يناير (كانون الثاني) من العام الماضي، أعلنت البعثة الأثرية التابعة للمجلس الأعلى للآثار والعاملة في موقع كوم الخلجان على الحدود الفاصلة بين محافظتي الشرقية والدقهلية عن اكتشاف مجموعة من المقابر ترجع إلى عصر الانتقال الثاني أو فترة الهكسوس و20 دفنة ترجع إلى فترة نقادة الثالثة، فترة ما قبل الأسرات، بعضها يحتوي على دفنات حيوانية، ومجموعة من كسر الفخار الأسود المعروف بفخار تل اليهودية المميز لفترة عصر الانتقال الثاني، كما عثرت البعثة داخل إحدى الأواني الفخارية على سبعة جعارين، ستة منها مصنوعة من الفيانس تحمل نقوشاً وزخارف مميزة لهذه الفترة، أمّا الحجر السابع فهو من حجر نصف كريم خالٍ من النقوش.

وفي بداية العام الجاري، أيضاً اكتُشفت كتل حجرية أثرية عن طريق الصدفة أثناء حفر مشروع للصرف الصحي بقرية دنديط بمركز ميت غمر في محافظة الدقهلية أيضاً.

بدوره، قال السيد فتحي الطلحاوي، رئيس البعثة المصرية، ومدير عام آثار الدقهلية، في بيان صحافي أمس: «تم الكشف عن بعض القطع الأثرية التي ترجع إلى عصر الانتقال الثاني (فترة الهكسوس) من بينها بعض الأفران والمواقد وبقايا أساسات مبانٍ من الطوب اللبن، وأربع دفنات مشيدة من الطوب اللبن، بها دفنة طفل صغير وثلاثة لأشخاص بالغين، بالإضافة إلى بعض الأواني الفخارية والحجرية وبعض التمائم والحلي التي صنعت من الأحجار شبه الكريمة وطُعم بعضها بالمعادن مثل الذهب.

وفي سياق منفصل، تواصل السلطات المصرية في مدينة الإسكندرية (شمال البلاد) تطوير منطقة أبو مينا الأثرية، المدرجة ضمن مواقع التراث العالمي لليونيسكو، التي تعدّ أقدم مراكز الحج للمسيحيين، وتعود إلى القرن الرابع الميلادي.

 

وقال محمد متولي، مدير عام الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بالإسكندرية، في تصريحات صحافية أمس: «أُزيلت الحشائش من المنطقة التي تمتد على مساحة تزيد عن 7 آلاف متر، بالتنسيق مع دير ماري مينا بهدف الحفاظ على المظهر الحضاري للموقع الأثري العالمي». ويجري حالياً التنسيق مع كافة الجهات المعنية، للحفاظ على الموقع الأثري المهم عبر خطة تطوير تتضمن تركيب أعمدة إنارة، وتوسعة الطريق المؤدي إلى الموقع.

موقع «أبو مينا» الأثري الذي يوجد في (غرب الإسكندرية)، تعود تسميته إلى «القديس مينا»، ويضم عدة مبان أثرية من بينها البازيلكا الكبرى، وكنيسة المدفن، ومدفن القديس مينا، والمعمودية، ودور الضيافة، وفناء الزوار.

 

المصدر:الشرق الأوسط

تم طباعة هذه الخبر من موقع بوابتي www.bawabatii.com - رابط الخبر: https://bawabatii.net/news257641.html