2020/07/01
ياشرعبية خلي الأذية .. من هي تحفة سعيد التي قادت أول مسيرة راجلة ضد الإمام أحمد في منطقتها ؟.. صورة

قادت المرأة تحفة سعيد حُبل والتي تنتمي إلى منطقة شرعب السلام بمحافظة تعز جنوب غرب اليمن أول مسيرة راجلة ضد تصرفات مندوبي الإمام يحيى بمنطقتها في أربعينيات القرن الماضي.

حينها كان الإمام أحمد نجل الإمام يحيى وليا للعهد وواليا على تعز، حيث تولى مهمة إيقاف حركة الاحتجاج التي قادتها “تحفة حبل”، بحكم قربه المكاني ومسئوليته على تعز.

ووفقا لنشطاء في مواقع التواصل الإجتماعي مازال المواطنون  في منطقتها يحفظون حتى الآن “زاملا” (شعر شعبي) قاله الإمام أحمد في رسالة بعثها إلى الشيخة تحفة: يا شرعبية خلى الأذية.. صوت المدافع بالجحملية أول مسيرة راجلة .

“تحفة حبل” هي تحفة سعيد سلطان، لكن الإمام أحمد (آخر أئمة اليمن) أطلق عليها هذا الاسم نسبة إلى منطقتها “حبل”، واشتهرت بعدها بهذا الاسم حتى فارقت الحياة في أواخر 1994م. يقول حفيدها محمد سعيد الشرعبي “جدتي قادت أول مسيرة راجلة ضد الإمام أحمد في تعز عندما كان واليا عليها، حيث كان الإمام أحمد حينها وليا للعهد. كانت المسيرة مطلبية احتجاجية ضد الأتاوات التي يفرضها مندوبو الإمام في المنطقة وضد العرف القائم بحرمان المرأة من تسلم إرثها. عندما وصلت “تحفة حبل” إلى قصر العرضي بتعز على رأس مسيرة راجلة قادمة من شرعب .

 يقول حفيدها  “خرج الإمام لاستقبالها خارج القصر حيث كانت تحمل السلاح الشخصي ورفضت تسليمه، وعندما سألها الإمام عن سبب حملها السلاح أكدت أنها تحمي نفسها من “عكفي الإمامة” (عسكر الإمام). ويضيف: “استجاب الإمام أحمد لمطالبها لكن بشرط بقاء عامله في المنطقة، ووجه بكف الأذى عن المواطنين وإعادة أرض تحفة لكن العامل نفذ تلك التوجيهات بشكل مؤقت وعاد لممارساته السابقة، فما كان بالشيخة تحفة إلا أن قامت بطرده من شرعب”. وصل الخبر للإمام أحمد عندما كان واليا على تعز فأرسل لها رسالة تهديد قرأها “عكفي الإمام” أمام الحضور في القرية وكان أبرزها الزامل المشهور (يا شرعبية خلي الأذية .. صوت المدافع بالجحملية) وهي رسالة تهديد باستخدام القوة ضدها وفق أبناء المنطقة. الذي أصبحت تحفة حبل تقوم بدور الشيخ في منطقتها فهي تفصل في قضايا المتخاصمين وتقوم بتمثيل المنطقة أمام الدولة وأمام القبل الأخرى.

 تقول “شلعة عبده قائد” ابنة “الشيخة تحفة” إن دور والدتها في شرعب تعز عندما تحركت مع أبناء المنطقة لتحريرها من الإمامة، حيث أصبحت تقوم بدور شيخ المنطقة لكنها رفضت أن تكون امتدادا للإمامة كما عرف عن المشائخ في تلك الفترة”.

وتشير شلعة في حديثها إلى مخالفة والدتها لما هو معروف لدى العامة في المنطقة من حرمان النساء من ميراثهن. وأكدت أن والدتها تمكنت من استعادة أراض كثيرة كانت بيد أقاربها وبيد بعض المشائخ المحسوبين على الإمامة.

وتضيف: “استعادت أمي أرضا واسعة من ميراث والدها الذي حرمت منه، وعندما جاءت حرب الجبهة في السبعينيات من القرن الماضي، نكل أفراد الجبهة بكل المشائخ في شرعب باستثناء أمي التي حاولوا كسب تأييدها، وهي أيضا أعلنت مساندتها لأفراد الجبهة”.

ومن أغرب ماذكرته شلعة عن والدتها أنها كانت ترفض السفر على متن السيارات، ولم تصعد السيارة سوى مرة واحدة في عمرها عندما تم إسعافها للعلاج في أيامها الأخيرة قبل وفاتها.

وتشير إلى أن والدتها كانت تقطع أسفارها مشيا على الأقدام، ومن أشهر أسفارها هو الذهاب إلى صنعاء بنحو مسافة 250 كيلو متراً للقاء الإمام يحيى هي وبعض أفراد منطقتها.

تم طباعة هذه الخبر من موقع بوابتي www.bawabatii.com - رابط الخبر: https://bawabatii.net/news268227.html