2025/04/02
مجلة أمريكية تتحدث عن تصاعد نفوذ الحوثيين كأداة إيرانية وفرصة حاسمة ستعيد تشكيل التوازنات في المنطقة - [ترجمة خاصة] ​

نشرت مجلة "فورين أفيرز" الامريكية، اليوم الاربعاء، مقالا بنوان "الطريق الضيق إلى شرق أوسط جديد" كتبته دانا سترول، سلط الضوء على التغيرات الجذرية في توازن القوى في الشرق الأوسط، مع التركيز على تراجع نفوذ إيران في المنطقة.​

تشير سترول إلى أن النظام الإيراني أصبح أكثر ضعفًا داخليًا وأكثر تعرضًا خارجيًا منذ الثورة الإسلامية عام 1979. تُعزى هذه الحالة إلى عدة عوامل، منها تنفيذ إسرائيل عمليات عسكرية ناجحة أدت إلى تصفية قادة رئيسيين في "محور المقاومة" المدعوم من إيران، وإزالة عشرات الآلاف من المقاتلين المدعومين إيرانيًا من ساحة المعركة، وتدمير ترسانات أسلحة تابعة لهذه الجماعات.​

وأضافت سترول: "وفي ديسمبر 2024، فرار الرئيس السوري بشار الأسد من دمشق أدى إلى فقدان إيران لحليف استراتيجي مهم، مما أثر سلبًا على قدرتها في استخدام سوريا كمنصة لنقل الأسلحة والمقاتلين إلى وكلائها في المنطقة".​

وتابعت سترول "كما أن محاولات إيران لشن هجمات صاروخية باليستية على إسرائيل في عام 2024 باءت بالفشل، مما أدى إلى تآكل قدرتها على الردع وتراجع مصداقيتها العسكرية."​

فرصة لإعادة تشكيل النظام الإقليمي: 
وتؤكد سترول أن هذه التطورات توفر فرصة نادرة لإعادة تشكيل النظام الإقليمي في الشرق الأوسط. تقترح أن تستغل الولايات المتحدة وحلفاؤها هذه اللحظة لتفكيك شبكة التهديدات التي شكلتها إيران، والعمل على بناء شرق أوسط أكثر أمانًا واستقرارًا.​

وبحسب سترول، تسعى إيران إلى تعزيز نفوذها في العراق واليمن، حيث تُستخدم الجماعات المسلحة التابعة لها لتعزيز قوتها الإقليمية. ومع تراجع نفوذ حزب الله، أصبح الحوثيون في اليمن بمثابة "وثيقة تأمين" جديدة لطهران، إذ ربطوا هجماتهم بحملة إسرائيل في غزة، مما زاد من تطور تكتيكاتهم وقدراتهم الصاروخية وحضورهم الإعلامي.

وقالت سترول: "لا يزال الحوثيون يسيطرون على صنعاء، حيث يطبعون النقود، يجمعون الضرائب، ويحوّلون المساعدات الإنسانية لأغراضهم الخاصة. كما حصلوا على 500 مليون دولار من السعودية في ديسمبر لدعم الميزانية. على الرغم من الضربات العسكرية الأميركية والإسرائيلية، استمرت هجماتهم البحرية في البحر الأحمر حتى تم تنفيذ وقف إطلاق النار في غزة في يناير. ومع ذلك، لم تؤدِّ هذه الضربات إلى إضعاف الحوثيين أو قطع الدعم الإيراني عنهم".

وأكدت سترول أن قرار إدارة ترامب بإعادة تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية، بعد أن أزال التصنيف في 2021، لن يؤثر فعليًا على قادتهم، الذين لا يسافرون دوليًا ولا يحتفظون بحسابات مصرفية خارجية. ومع ذلك، فإنه سيفاقم الأزمة الاقتصادية في اليمن ويضر بالمدنيين، مما يفتح المجال أمام إيران لتوسيع نفوذها. 

توصيات استراتيجية
ودعت الكاتبة إلى اتباع نهج شامل يتضمن:​ 
- تعزيز التحالفات الإقليمية: تشكيل تحالفات مع الدول العربية السنية وإسرائيل لاحتواء النفوذ الإيراني والحد من قدرته على التدخل في شؤون الدول الأخرى.​

- دعم الاستقرار الداخلي في الدول المتأثرة: تقديم الدعم للدول التي تعاني من عدم الاستقرار، مثل العراق ولبنان، لتعزيز مؤسساتها الحكومية وتقليل اعتمادها على الدعم الإيراني.​

- مواصلة الضغط الاقتصادي والدبلوماسي: الاستمرار في فرض العقوبات الاقتصادية والعزلة الدبلوماسية على إيران للحد من قدرتها على تمويل وتسليح وكلائها في المنطقة.​

وخلصت سترول إلى أن هذه اللحظة تمثل فرصة حاسمة للولايات المتحدة وشركائها لإعادة تشكيل التوازنات في الشرق الأوسط، والحد من التهديدات التي تشكلها إيران، وبناء نظام إقليمي أكثر استقرارًا وأمانًا.​

تم طباعة هذه الخبر من موقع بوابتي www.bawabatii.com - رابط الخبر: https://www.bawabatii.com/news324462.html