استشهد 28 فلسطينيًا، بينهم أطفال ورضع، منذ فجر اليوم السبت، في سلسلة غارات إسرائيلية عنيفة استهدفت مناطق متعددة من قطاع غزة، بالتزامن مع استمرار الحصار الخانق ومنع دخول المساعدات الإنسانية، ما أدى إلى تفاقم الأزمة الغذائية والطبية في القطاع المحاصر.

وأفادت مصادر طبية للجزيرة أن 19 شهيدًا سقطوا في استهداف إسرائيلي لمنازل وخيام نازحين في خان يونس، جنوب القطاع، من بينهم رضع وأطفال. كما استشهدت طفلة في مستشفى الرنتيسي غرب غزة، نتيجة سوء التغذية والجفاف، في مشهد مؤلم يُجسد تداعيات الجوع والحصار المفروض منذ مارس الماضي.

وفي التفاصيل، قُتل 9 فلسطينيين جراء قصف منزل في حي الشجاعية شرقي غزة، بينما استشهد شابان في قصف بمسيّرة إسرائيلية استهدفت حي الدرج وسط المدينة. كما سجلت إصابات في مناطق قيزان رشوان والشعف بحي التفاح.

وفي خان يونس، استشهد 11 شخصًا، بينهم 3 رضع و3 نساء وطفل، إثر استهداف منزل لعائلة بيرم في مخيم خان يونس، بحسب وكالة "وفا"، التي ذكرت أيضًا سقوط شهيد آخر ووقوع إصابات نتيجة قصف خيمة نازحين قرب مجمع ناصر الطبي. كما أسفر قصف خيمة أخرى في منطقة المحطة عن استشهاد فلسطيني وإصابات، فيما استشهد طفل في قصف مشابه في منطقة أصداء.

واستهدفت طائرة مسيّرة إسرائيلية منزلًا لعائلة أبو هجرس في خان يونس، مما أدى إلى استشهاد امرأة حامل وإصابة آخر، بينما وُجد جثمان شهيد متحلل على شاطئ رفح.

وشهدت مدينة غزة تصعيدًا خطيرًا، حيث قصفت المدفعية الإسرائيلية أحياء الزيتون والتفاح والشجاعية، وامتدت الغارات إلى شمال مخيم البريج وسط القطاع.

وفي ظل استمرار منع إدخال المساعدات، حذّرت منظمات إغاثة من كارثة وشيكة، مؤكدين أن الغذاء والدواء والوقود شارف على النفاد، في حين قالت منظمة "أوكسفام" إن أمهات في غزة يُطعمن أطفالهن وجبة واحدة يوميًا فقط.

وحذرت شبكة المنظمات الفلسطينية من توقف 70 مطبخًا مجتمعيًا خلال أسبوع، في حال استمر الحصار، بينما أكد المجلس النرويجي للاجئين أن غزة تشهد انهيارًا شبه كامل في إنتاج الغذاء، والصيادون باتوا أهدافًا مباشرة لهجمات البحرية الإسرائيلية.

وأشار المجلس إلى أن مخزون الخيام لدى المنظمات الإغاثية قد نفد بالكامل، محذرًا من أن الاستمرار في الحصار سيتسبب في موت الآلاف وانهيار شامل للنظام الإنساني في القطاع.