حذر الخبير والمحلل الاقتصادي اليمني، علي التويتي، من تداعيات تراجع القوة الشرائية في الولايات المتحدة الأمريكية على الاقتصاد اليمني، مشيرًا إلى أن المغتربين اليمنيين هناك قد يواجهون ضغوطًا اقتصادية تستدعي إعادة ترتيب أوضاعهم المالية، وهو ما سينعكس بشكل مباشر على حجم تحويلاتهم إلى الداخل اليمني.

وفي منشور عبر صفحته على موقع "فيسبوك"، دعا التويتي المغتربين إلى أخذ الحيطة من انخفاض دخلهم وتراجع قدرتهم الشرائية، مؤكدًا أن اليمن سيكون من أكبر المتضررين في حال انكماش حجم التحويلات المالية من الخارج.

وأوضح أن السوق اليمني يعتمد بشكل كبير على تحويلات المغتربين، حيث تسهم هذه الأموال في تحريك عجلة الاقتصاد، وخلق فرص عمل، وتنشيط الأسواق، مشيرًا إلى أن أي تراجع فيها يؤدي تلقائيًا إلى تراجع في القوة الشرائية وزيادة معدلات البطالة.

وأضاف أن الأوضاع الاقتصادية في اليمن تدهورت بشكل حاد خلال السنوات العشر الماضية نتيجة الحرب، والنزوح، وقطع الطرق، ما دفع كثيرًا من المغتربين إلى اصطحاب أسرهم والهجرة إلى الخارج، وهو ما تسبب في خروج مبالغ مالية ضخمة من السوق المحلي، وأدى إلى تضاعف معدلات الفقر وارتفاع التضخم.

ولفت التويتي إلى أن استمرار الحرب فاقم الأوضاع، متسببًا في إفلاس العديد من التجار، وتوقف الإنتاج المحلي، مقابل فتح واسع للاستيراد، بما فيه السلع المهربة والمغشوشة، مؤكدًا أن كثيرًا من الأسر اليمنية انتقلت من مرحلة العطاء إلى الحاجة، حيث أصبح من كان يتصدق بالأمس يطلب الزكاة اليوم.

واختتم التويتي حديثه بالقول إن "الطريق لا يزال طويلًا أمام تعافي الاقتصاد اليمني، وكل عام نغوص أكثر في الأزمة طالما استمرت الحرب".