في عملية أُحكمت خيوطها بدقة، أطاحت الأجهزة الأمنية في محافظة حضرموت، شرقي اليمن، بخلية تجسس حوثية جديدة كانت تتحرك في الظلال، مستهدفة قلب الأمن في المناطق المحررة.

وأعلنت وزارة الداخلية اليمنية، مساء الاثنين، أن شرطة ساحل حضرموت تمكنت من ضبط عنصرين تابعين لمليشيا الحوثي، كانا يجمعان معلومات حساسة مقابل مبالغ مالية.

وذكر بيان الداخلية أن المتهمين، وهما في العقدين الرابع والثالث من العمر، تم ضبطهما بعد متابعة استخباراتية حثيثة، كشفت تورطهما في التخابر مع جماعة مسلحة مصنفة على لوائح الإرهاب. وقد أودع الاثنان الحجز، تمهيدًا لاستكمال الإجراءات القانونية بحقهما، وسط تشديد أمني واسع لتفكيك ما تبقى من شبكات مماثلة.

بهذه العملية، ترتفع إلى ثمانٍ عدد الخلايا الحوثية التي أسقطتها الأجهزة الأمنية خلال عام 2025 وحده، بإجمالي 35 عنصرًا موزعين على عدة محافظات، منها عدن وأبين والمهرة والمخا، في دلالة واضحة على تنامي نشاط الجماعة في تجنيد خلايا نائمة لاختراق الجبهة الداخلية.

وتُظهر سجلات العام الجاري وحده خريطة متشابكة لتحركات خلايا الحوثيين، تنوعت مهامها بين زرع العبوات الناسفة، التهريب، والتجسس. ففي إبريل الماضي، فككت المقاومة الوطنية خلية متخصصة في تفخيخ الطرق بالساحل الغربي، فيما شهدت عدن والمهرة عمليات مماثلة، جرى خلالها ضبط عناصر كانت تحاول التسلل متخفية بين المدنيين.

وتشير المصادر إلى أن عمليات الاستقطاب الحوثية باتت تستهدف شرائح مدنية واسعة، وتُغذى بأموال إيرانية المصدر، في مسعى لخلخلة الاستقرار في المناطق المحررة، ضمن حرب استخباراتية تدار من خلف الحدود.

لكن، في مواجهة هذا المد، تتصدى الأجهزة اليمنية بحزم، لتكتب فصلاً جديدًا من الصراع الخفي الذي يدور خارج ميادين القتال التقليدية… حيث المعلومة تقتل، والخيانة لا تُغتفر.