من المقرر أن يلتقي وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت وكبير مفاوضي التجارة جيميسون غرير، مع نائب رئيس الوزراء الصيني هي ليفنغ، في مدينة جنيف السويسرية يوم السبت، في محاولة لكسر الجمود المتصاعد في الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، وفق وكالة "رويترز".

ويُعد هذا اللقاء أول اجتماع رفيع المستوى بين الجانبين منذ شهور من التوتر المتصاعد، تخللته زيادات هائلة في الرسوم الجمركية تجاوزت 100%، ما تسبب في اضطراب سلاسل التوريد وتقلب الأسواق المالية، ورفع المخاوف من تباطؤ حاد في نمو الاقتصاد العالمي.

وبحسب مصادر مطلعة، ستبحث المفاوضات تخفيضات محتملة في الرسوم الجمركية العامة، إلى جانب مناقشة إجراءات التصدير، وقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخير بإلغاء الإعفاءات على الواردات منخفضة القيمة.

وأكد بيسنت أن "هدف الاجتماع هو التهدئة"، مضيفًا: "لا نريد فك الارتباط مع الصين، بل نسعى إلى تجارة عادلة". وأكدت وزارة التجارة الصينية من جهتها موافقة بكين على المشاركة في الحوار، مع الإشارة إلى أنها "تقيّم العروض الأمريكية بشكل متوازن"، رغم تمسكها بموقفها الرافض لـ"إساءة استخدام واشنطن للرسوم الجمركية".

وتأتي هذه الخطوة في وقت حرج للاقتصاد الصيني، حيث تعاني قطاعات الإنتاج من آثار الرسوم الأمريكية، وسط توقعات بتراجع النمو وخسارة ملايين الوظائف. وفي محاولة لاحتواء التباطؤ، أعلن البنك المركزي الصيني عن حوافز نقدية جديدة شملت خفضًا محتملًا في أسعار الفائدة.

وتفرض الولايات المتحدة حاليًا رسومًا تصل إلى 145% على الواردات الصينية، فيما ردت بكين بفرض رسوم بنسبة 125% على السلع الأمريكية. ويتوقع أن تشمل الرسوم القادمة قطاعات إضافية مثل الصناعات الدوائية.

ورغم أن لقاء السبت يمثل خطوة أولى لكسر الجليد، إلا أن محللين يرون أن أي تقدم حقيقي يتطلب اتفاقًا واضحًا حول مدى خفض الرسوم وجدول المحادثات المقبلة.