2025/05/12
هل يلغي الذكاء الاصطناعي تعلم اللغات؟

مع تطور قدرات الذكاء الاصطناعي بوتيرة متسارعة، يتساءل عدد متزايد من طلاب المدارس حول العالم: هل لا يزال تعلم اللغات الأجنبية ضرورياً؟ وهل ستحل تطبيقات المحادثة الذكية محل الحاجة إلى دراسة لغات أخرى كما فعلت الآلة الحاسبة في العمليات الحسابية؟

في هذا السياق، يؤكد نيكولاس تورلي، رئيس قسم منتج "شات جي.بي.تي" في شركة "أوبن إيه.آي"، أن هذه المخاوف وإن بدت منطقية، إلا أنها لا تعني انتهاء الحاجة لتعلم اللغات. وقال تورلي خلال فعالية رقمية نُظّمت في هامبورغ: "يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعدك في تعلم اللغة، بل هو أداة رائعة لتعلم شيء جديد، لكنه ليس بديلاً عن التحدث الحقيقي بلغة أجنبية".

ويضيف تورلي أن أنظمة الذكاء الاصطناعي ستصبح قادرة أكثر فأكثر على تسهيل التواصل بين أشخاص لا يتحدثون اللغة نفسها، وهو ما بدأت شركات تصنيع الهواتف الذكية، مثل سامسونغ وشاومي، في استثماره عبر تضمين تقنيات الترجمة الفورية مباشرة في أجهزتها.

ورغم ذلك، يؤكد تورلي أن التفاعل البشري لا يمكن الاستغناء عنه، ويقول: "لا أريد أن أعيش في عالم يتحدث فيه الناس فقط من خلال الذكاء الاصطناعي... هذا لا يعكس طبيعتنا البشرية".

ويشجع تورلي المستخدمين على استخدام أدوات مثل "شات جي.بي.تي" كمساعد تعليمي، لا كبديل. ويعطي مثالاً على ذلك: "يمكنك أن تقول للتطبيق: أنا مبتدئ في تعلم الفرنسية، هل يمكنك إجراء محادثة بسيطة معي؟"، موضحاً أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون معلماً متاحاً على مدار الساعة، لكن التعلم الحقيقي ينبع من الفضول والتجربة المباشرة.

وتأتي تصريحات تورلي بالتزامن مع تحولات لافتة في صناعة تعليم اللغات، حيث أعلن تطبيق "دولينغو" الرائد في هذا المجال عن توجهه إلى استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي لإنتاج محتوى تعليمي، مستغنياً تدريجياً عن العنصر البشري.

وختم تورلي بالقول: "إجابتي الدائمة للطلاب: تعلموا ما يثير اهتمامكم. فضول الإنسان هو الوقود الحقيقي للذكاء الاصطناعي. فحتى مع تطور هذه التقنيات، يبقى علينا أن نعرف كيف نطرح الأسئلة الصحيحة".

تم طباعة هذه الخبر من موقع بوابتي www.bawabatii.com - رابط الخبر: https://www.bawabatii.com/news328429.html