كشفت مصادر مطلعة أن أكثر من 30 ضابطًا من الحرس الثوري الإيراني غادروا مؤخرًا مناطق سيطرة ميليشيات الحوثي في اليمن، في ما وصفته المصادر بعملية إجلاء غير معلنة، وسط تصاعد المخاوف من أنشطة استخباراتية أميركية وإسرائيلية داخل الأراضي اليمنية.
وأشارت المصادر إلى أن طهران تشعر بقلق متزايد من احتمال تعرض عناصر الحرس الثوري لعمليات استهداف أو اعتقال قد توجه ضربة موجعة لنفوذها في المنطقة، خاصة في ظل ما تعتبره إيران ساحة نفوذ استراتيجية عبر دعمها العسكري والتقني لجماعة الحوثي.
كما أكدت المصادر استمرار وجود عدد من عناصر "حزب الله" اللبناني في مناطق متفرقة من اليمن، حيث يشاركون في عمليات التدريب والدعم الميداني للحوثيين، ضمن شبكة الدعم التي توفرها طهران عبر أذرعها الإقليمية.
وتُنسب قيادة عمليات الحرس الثوري الإيراني في مناطق سيطرة ميليشيات الحوثي، إلى عناصر من فيلق القدس، وهو الذراع الخارجية للحرس الثوري والمسؤول عن العمليات العسكرية والاستخباراتية الإيرانية خارج حدود إيران.
ومن أبرز الأسماء التي وردت في تقارير استخباراتية وإعلامية؛ عبد الرضا شهلائي، الذي يعد يُعد أبرز قيادي إيراني معروف بصلاته المباشرة بالحوثيين، وسبق أن تحدثت وزارة الخزانة الأميركية عنه كعنصر رئيسي في دعم المتمردين الحوثيين، وعرضت واشنطن مكافأة تصل إلى 15 مليون دولار مقابل معلومات تؤدي إلى تحديد مكانه أو تعطيل أنشطته.
وتشير تقارير أخرى إلى وجود شبكة من الضباط الإيرانيين واللبنانيين (من حزب الله) يعملون تحت إشراف فيلق القدس لتقديم الدعم العسكري، بما يشمل؛ تطوير وتوجيه عمليات إطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة، تدريب العناصر القتالية، وإدارة غرف العمليات المشتركة.
يشار إلى أن الحرس الثوري لا يعلن رسميًا عن وجوده في اليمن، ويتم تشغيل هذه الأنشطة عبر؛ مستشارين عسكريين يعملون ضمن غطاء دبلوماسي أو مدني، ومراكز اتصال وقيادة سرية في صنعاء وصعدة، ومرتبطة بشكل مباشر بقيادات عليا في فيلق القدس بطهران.