كشفت وكالة "رويترز" أن اتفاق وقف إطلاق النار المفاجئ بين الولايات المتحدة وجماعة الحوثي في اليمن جاء نتيجة لمعلومات استخباراتية سرّية، أظهرت أن الجماعة المتمردة وصلت إلى نقطة الإنهاك بعد أكثر من سبعة أسابيع من القصف الأميركي المتواصل. ووفقاً لتقرير الوكالة، فإن الحوثيين بدأوا مطلع مايو في البحث عن مخرج، متواصلين عبر وسطاء عمانيين، ما أتاح للإدارة الأميركية فرصة سانحة لإنهاء المواجهة مؤقتًا.
القيادة المركزية للجيش الأميركي كانت تخطط لحملة تستمر ثمانية أشهر، لكن إدارة ترامب اختارت إعلان "النصر" مبكرًا، بعد أن استهدفت الضربات الجوية أكثر من ألف موقع حوثي، وأسقطت مئات المقاتلين، وألحقت أضرارًا كبيرة بالبنية التحتية العسكرية للجماعة. بالمقابل، تكبدت الولايات المتحدة خسائر ملموسة، منها إسقاط طائرات مسيرة ومقاتلات، وتكلفة عمليات قصف تجاوزت مليار دولار.
مصادر في الإدارة الأمريكية أكدت أن المفاوضات جرت بسرية تامة دون إشعار حتى الحلفاء المقربين كإسرائيل، مما أثار انتقادات لاحقة بشأن الإقصاء من قرار مفصلي. ورغم إعلان ترامب أن الحوثيين "استسلموا"، ردت الجماعة بأن ما جرى كان وقفًا مشروطًا للرد الدفاعي، ما يكشف هشاشة الاتفاق ويثير تساؤلات حول ديمومته.
محللون يحذرون من أن الحوثيين اعتادوا استغلال فترات التهدئة لإعادة بناء قدراتهم، كما فعلوا بعد اتفاق ستوكهولم في 2018. ومع استمرار بعض الهجمات على السفن بعد وقف إطلاق النار، وتورط إيران في توجيه الجماعة، يظل الاتفاق الحالي هشًا ومهددًا بالانهيار في أي لحظة. يرى البعض أن ما تم ليس نهاية للحرب، بل فصل جديد تُكتب فيه قواعد الصراع من جديد، بهدوءٍ يخفي نيرانًا كامنة.