تتواصل الأعمال العسكرية بين إسرائيل وإيران منذ فجر الجمعة، وسط تصاعد المخاوف من توسع الصراع ليشمل أطرافًا إقليمية ودولية أخرى، وهو ما قد يقود إلى تداعيات كارثية على منطقة الشرق الأوسط والعالم بأسره. في هذا السياق، برزت مجموعة من السيناريوهات المحتملة لما قد تؤول إليه الأزمة الحالية.

1. انخراط الولايات المتحدة في الحرب
قالت إيران، السبت، إن إسرائيل لا يمكنها شن مثل هذا الهجوم من دون تنسيق مع واشنطن، ولوّحت باستهداف القواعد الأمريكية في الخليج والبحر الأحمر إذا تم دعم إسرائيل عسكريًا.
ووفقًا لتحليل نشرته "بي بي سي"، فإن مقتل مواطنين أمريكيين جراء هجمات إيرانية قد يدفع الولايات المتحدة إلى التدخل العسكري المباشر، وهو أمر يُعتقد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى إليه لتعزيز موقفه.
في حال انخراط الولايات المتحدة في الحرب، فإن التصعيد سيكون حتميًا، مع عواقب مدمرة وطويلة الأمد على الأمن الإقليمي والدولي.

2. توسيع بنك الأهداف الإيراني
يتوقع محللون أن تعمل إيران على توسيع بنك أهدافها إذا لم تحقق ضرباتها الحالية تأثيرًا واضحًا على الأهداف العسكرية الإسرائيلية المحصنة.
وفي المقابل، قد تلجأ إسرائيل إلى تنفيذ ضربات إضافية في عمق إيران إذا فشلت في تدمير المنشآت النووية المستهدفة، ما يفتح الباب أمام حلقة مفرغة من الهجمات والهجمات المضادة، قد تجر أطرافًا جديدة إلى ساحة القتال.

3. صدمة اقتصادية عالمية
من المرجح أن تؤدي الحرب إلى تفاقم أزمة الطاقة العالمية. أسعار النفط مرتفعة أساسًا بفعل التوترات في البحر الأحمر وهجمات الحوثيين، لكن أي استهداف إضافي لممرات الشحن أو محاولة إيران إغلاق مضيق هرمز سيؤدي إلى ارتفاع غير مسبوق في أسعار الطاقة، ما قد يعمّق أزمة التضخم عالميًا.
ووفق "بي بي سي"، فإن المستفيد الأكبر من ارتفاع أسعار النفط سيكون روسيا التي قد تجني عائدات مالية ضخمة لدعم حربها في أوكرانيا.

4. سيناريو سقوط النظام الإيراني
بينما يعلن نتنياهو أن هدفه هو تدمير القدرات النووية الإيرانية، تشير تصريحات سياسية وتحليلات إلى احتمال أن يكون الهدف الأبعد هو زعزعة النظام الإيراني نفسه.
ويرى خبراء أن تصاعد وتيرة الضربات وعمق الأهداف المستهدفة قد يمهد الطريق لحالة من الفوضى الداخلية وربما حرب أهلية، مشابهة لما حدث في دول أخرى خلال العقدين الماضيين.

5. قيادة إيرانية أكثر تشددًا
في حال فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها، قد يتجه صانعو القرار في طهران إلى تبني سياسات أكثر تشددًا، وقد تتبنى القيادة العسكرية الجديدة استراتيجية تسريع البرنامج النووي الإيراني باعتباره "الردع الوحيد" ضد المزيد من الهجمات.
هذا السيناريو قد يدخل المنطقة في دورة عنف متكررة مع احتمالية تزايد الضربات الإسرائيلية لمنع إيران من تطوير قدراتها النووية.