مع تصاعد الحرب الإسرائيلية الإيرانية، دخلت جماعة الحوثي في اليمن في عين العاصفة، باعتبارها أحد الأذرع الإقليمية لإيران، ما يجعلها في مرمى تداعيات الحرب التي تتوسع يومًا بعد آخر، وتشير إلى تغييرات كبيرة محتملة في خريطة النفوذ الإقليمي.
وفي اليوم الثاني للهجوم الإسرائيلي على إيران، أعلنت إسرائيل تنفيذ غارة استهدفت موقعًا في العاصمة اليمنية صنعاء، زاعمة استهداف شخصية رفيعة في الجماعة، وسط تقارير غير مؤكدة عن إصابة أو مقتل رئيس أركان الحوثيين محمد الغماري. يأتي ذلك في وقت تستمر فيه الهجمات الحوثية على أهداف مرتبطة بإسرائيل، في محاولة لإظهار الولاء لطهران، وهو ما وصفه زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي بـ"الرد الطبيعي على العدوان الصهيوني الوقح".
على الأرض، أعلنت الجماعة رفع جاهزيتها الأمنية في صنعاء ومناطق سيطرتها، وسط تخوف متزايد من ضربات قد تستهدف قياداتها، خاصة في ظل تصاعد تهديدات إسرائيل، وتلميحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإمكانية استهداف المرشد الإيراني علي خامنئي نفسه.
ويرى مراقبون أن الموقف الحوثي بات معقّدًا أكثر من أي وقت مضى، فالجماعة تُعدّ أحد الأذرع المتبقية التي لا تزال فاعلة في مشروع "محور المقاومة" بعد الضربات التي طالت حزب الله في لبنان والنظام السوري. ومع الانكشاف الإيراني، يُتوقع أن تتغير معادلات الاستهداف، ويكون الحوثيون على رأس قائمة الأهداف في حال اختارت إسرائيل أو حلفاؤها توسيع نطاق الحرب.