حذر خبراء من تزايد احتمالات وقوع كارثة نووية في منطقة الخليج، في حال استهدفت الهجمات الإسرائيلية مفاعل بوشهر النووي الإيراني، وسط تصعيد متبادل بين تل أبيب وطهران.
وبينما تقول إسرائيل إنها تستهدف البنية النووية الإيرانية لمنع طهران من تطوير سلاح نووي، فإنها تؤكد حرصها على تجنب أي كارثة بيئية أو إشعاعية قد تمس منطقة تُعد مركزًا حيويًا لإنتاج النفط ويعيش فيها عشرات الملايين، وتعتمد بشكل كبير على تحلية مياه البحر.
وفي حين شملت الهجمات الإسرائيلية منشآت في نطنز وأصفهان وأراك وطهران، يقول خبراء إن المخاطر النووية ما تزال محدودة، نظراً لوقوع بعض المنشآت تحت الأرض أو عدم تشغيلها، مثل مفاعل أراك.
لكن القلق تصاعد الخميس الماضي بعد إعلان الجيش الإسرائيلي استهداف موقع قرب محطة بوشهر النووية، قبل أن يعود ويؤكد أن الإعلان كان "عن طريق الخطأ"، وهو ما أثار جدلًا واسعًا ومخاوف إقليمية كبيرة.
ويؤكد خبراء أن منشآت تخصيب اليورانيوم تُمثل مخاطر كيميائية أكبر من إشعاعية في حال استهدافها، لكن الأمر يختلف جذريًا مع المفاعلات النووية النشطة، مثل بوشهر، إذ يمكن أن تؤدي ضربة مباشرة إليها إلى تسرب إشعاعي واسع النطاق، مع تداعيات بيئية وصحية خطيرة تمتد إلى دول الجوار.
وفي دول الخليج، تعتمد عدة بلدان، مثل قطر والبحرين والإمارات، بشكل شبه كلي على محطات تحلية المياه على ساحل الخليج، ما يجعل أي تلوث إشعاعي في مياه البحر تهديدًا مباشرًا لأمنها المائي وسلامة السكان.
ويخشى مختصون من أن يؤدي أي تلوث نووي إلى تعطيل محطات التحلية، ما قد يحرم مئات الآلاف من السكان من المياه العذبة في وقت قصير، ويخلق أزمة إنسانية في واحدة من أكثر مناطق العالم جفافًا واعتمادًا على مصادر مياه غير طبيعية.