كشفت صحيفة هآرتس العبرية، عن تقديرات صادمة تفيد بأن عدد القتلى في قطاع غزة يقترب من 100 ألف ضحية فلسطينية، أي ما يعادل نحو 4% من سكان القطاع، في واحدة من أكثر الحروب دموية في القرن الحادي والعشرين، بحسب وصف الصحيفة.

وجاء في تقريرها أن هذه الحصيلة تشمل من لقوا حتفهم بفعل الهجمات العسكرية الإسرائيلية المباشرة أو نتيجة الآثار غير المباشرة للحرب، مثل الجوع، وانهيار النظام الصحي، والمرض، وسط صمت إسرائيلي رسمي عن تقدير عدد الضحايا المدنيين.

واستندت الصحيفة في تقريرها إلى دراسة جديدة أجراها البروفيسور مايكل سباغات، الخبير في توثيق الوفيات خلال النزاعات، بمساعدة عالم السياسة الفلسطيني الدكتور خليل الشقاقي، شملت مسحًا ميدانيًا لـ2000 أسرة في غزة تمثل قرابة 10 آلاف شخص.

وأظهرت الدراسة أن حوالي 75,200 شخص قتلوا حتى يناير 2025 جراء العنف المباشر، في حين أن وزارة الصحة بغزة قدّرت العدد في ذلك الوقت بـ 45,660 قتيلاً، ما يعني أن الإحصاءات الرسمية قد تقلل من حجم الكارثة بنسبة 40%.

ومع احتساب الوفيات غير المباشرة مثل الجوع والأمراض، ارتفع العدد إلى 83,740 وفاة حتى بداية هذا العام، فيما أُضيف لاحقًا أكثر من 10 آلاف قتيل جديد، لترتفع الحصيلة الإجمالية إلى عتبة 100 ألف ضحية، دون احتساب آلاف المفقودين والمجاعة المستمرة التي تحصد الأرواح يوميًا.

وأكدت الصحيفة أن غزة تُسجل واحدة من أعلى نسب الوفيات مقارنة بعدد السكان في القرن الحالي، حيث 56% من الضحايا هم من النساء والأطفال، وهي نسبة تفوق مثيلاتها في حروب مثل سوريا، العراق، والسودان.

وأشارت هآرتس إلى مفارقة مؤلمة؛ إذ بينما تُنشر دراسات دقيقة وبيانات مفصلة حول الضحايا الفلسطينيين، تلتزم الجهات الإسرائيلية الرسمية الصمت، دون إصدار أي تقديرات حول عدد المدنيين الذين قتلتهم الحرب، مع الاكتفاء بتكرار رقم 20 ألفًا من القتلى التابعين لحماس دون دلائل أو قوائم.

وحتى مساء الجمعة، أكدت وزارة الصحة في غزة أن العدوان المتواصل منذ 7 أكتوبر 2023 أسفر عن نحو 189 ألف قتيل وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، في ظل كارثة إنسانية متصاعدة تهدد حياة مئات الآلاف من النازحين وسط مجاعة خانقة وأوضاع صحية منهارة.