تواصل مليشيا الحوثي تنفيذ حملات اختطاف ممنهجة وواسعة في محافظة إب وسط اليمن، طالت خلال الأسابيع الماضية العشرات من المواطنين، بينهم وجهاء قبليون وتجار وشخصيات عامة، في إطار موجة تصعيد أمني تشهدها المحافظة منذ ما قبل عيد الأضحى.

وقالت مصادر محلية، إإن المليشيا شنت حملات مسلحة رافقها مداهمات ليلية وقطع للشوارع في عدد من المديريات، أبرزها مدينة إب، والسياني، وذي السفال، والقفر، وحبيش، ومذيخرة، والحزم. وأوضحت المصادر أن الاختطافات تنفذ بوسائل متعددة، إما عبر اقتحام المنازل، أو من خلال عناصر تتولى خطف المستهدفين من الشوارع ومقار أعمالهم، فيما يُنقل المختطفون إلى أماكن غير معلومة، دون الكشف عن مصيرهم أو أسباب احتجازهم.

وبحسب الأهالي، فإن حملة الاختطافات تسببت في خلق حالة من الخوف والترقب في أوساط السكان، وسط استمرار رفض المليشيا الإفصاح عن أماكن وظروف احتجاز المعتقلين، وحرمان أسرهم من زيارتهم أو التواصل معهم.

ولفتت المصادر إلى أن بعض المعتقلين تم اقتيادهم بعد تعرّضهم للإهانات والضرب، فيما يواجه بعضهم تهماً مفبركة تتعلق بالتعاون مع "العدوان"، وهي التهمة التي تستخدمها المليشيا لتصفية حساباتها مع خصومها أو ابتزاز التجار وأصحاب النفوذ المحلي.

وتشهد محافظة إب، التي تخضع لسيطرة المليشيا الحوثية منذ سنوات، انتهاكات مستمرة بحق المدنيين من عمليات خطف وتعذيب وابتزاز مالي. وتقول تقارير حقوقية إن العام الماضي فقط شهد توثيق أكثر من 400 حالة اختطاف بحق مدنيين في المحافظة، ما يجعلها واحدة من أكثر المحافظات انتهاكاً للحريات من قبل الحوثيين.