الجمعة 19 ابريل 2024
صعدة ...جناية مُره لتاريخ السُلاله والاهمال
الساعة 10:18 صباحاً
توفيق الحميدي توفيق الحميدي

-صعدة مدينة السلام والرمان ...تاريخ مفعم بالحياة ،  نابض بالتعايش ، ومخضر بالامل ومعاني الحرية....

-اسست صعدة حقبة تاريخية من المعرفة والتعايش والتحضر ،  منحت المدينة حضورها وميزة هويتها،  فكانت قبلت التجارة ومقصد المتعلمين ...

-اخذت من حروف اسمها ميراث صعب من التحدي لقهر جغرافية الطبيعة ، واسوار الانعزال الطبيعي ، فكافحت حتي تحولت الي مدينة عامره بسكانها وطلابها

- منذ مجيئ الامام المجتهد  الهادي يحي الرسي الي صعدة عامر بن خولان  عام ٢٨٤هـ ،   جاء متأبطا مع بذور فتنة  قسمت اليمنيين عامة وسكان صعدة خاصة، بحسب المؤرخ (ابن سمرة ) ،وتحول صعدة من مدينة السلام والتعايش تزرع الرمان والزهور الي مدينة التشيع والاقصاء تزرع الموت والدمار ...

 اربعة عشر عاما مده بقاءة في اليمن ، قضاها الامام الهادي برفقة مناصرية القادمين من بلاد الفرس وجبل الرس بالمدينة المنو في قتال وحروب مستمرة ، كانت كفيلة بتدمير ثقافة التعايش في عقل الانسان الصعداوي ، وتحويل المزارع العاشق للارض الي محارب في سبيل السيد الجديد القادم من خلف الحدود ، فترك معولة وامتشق سيفة وانطلق يجز اعناق المخالفين الكافرين باحقية الامام الهادي في الامامة وامامة ذرية البطين من بعدة ...

- لقد كانت الكارثة التي جناها الفكر السلالي الهاشمي في حق ابناء صعدة خاصة واليمن عامة ، خلق الفوارق الطبقية بين ابناء المجتمع اليمني ، فوارق قائمة علي السلالة والعداء لكل من يخالف نظرية البطنين السياسية في الحكم ،واستباحة اموالهم وارواحهم وديارهم كما افتي عبدالله بن حمزة باستباحة اموال ونفوس وذراري المطرفيين الذي خالفوا نظريتة السلالية السيايسية في امامة البطنين ، وطالبوا بالمساواة ...

- صعدة تاريخ مرير من الحفر المشوة في الشخصية الصعداوية بمعاول افكار شاذة ،  استغلت طيبة وشجاعة ابناء هذه المحافظة وحبهم لال بيت رسول الله،  لتوجههم نحو محاربة كل اليمن لاجل تحقيق حلمهم التاريخي ، ومنذ ذالك التاريخ وصعدة مدينة حاضرة في توابيت الموتي وتمدد القبور  ومتاريس الحروب ...

- صعده الجغرافيا والانسان ، جناية التاريخ السلالي البشع ،  وتاريخ اخر من الاهمال الانتقامي المتعمد الذي مارستة حكومات ما بعد سبتمبر  ..حيث تركت صعدة لقدرها المدفون في ثراثها المستعصي علي الانفتاح ،  وفي ثقافتها الاستعلائية والاحساس بالمظلومية التاريخية ، لم تعطي حقها الطبيعي والدستوري من الرعاية والخدمات ، وتركت لمتنفذين گثر يمارسون عبثهم بعيد عن المحاسبة والانصاف ....

- لقد كان خطأ كارثيا عندما عوقبت صعدة الارض والانسان بجريرة الائمة الذين سكنوا ارضها واتخذوها عاصمة لهم ، وحكموا اليمن بنار السلالة وحديد السلطة ، وتركت فريسة للشحن الطائفي والتعبئة السلالية والتدين المنحرف بعيد عن الاضواء والاجواء الطبيعية ، تعاني كل شي يمكن ان يمهد للانتقام والتمرد ...

- عاشت صعده في الظل او هكذا اريد لها ، وعوملت كفوبيا جغرافيا فاخطأت الجارة الشقيقة السعودية في انغلاقها علي عليها ، وهي التي كانت قادرة علي انتهاج سياسة سلطة عمان مع محافظة المهرة ، وتصبح الاب الحريص ، والاخ الرؤوف ، ولكن للاسف نظرة الفوبيا جعلت صعدة المدينة والانسان يغرد بعيد عن الخارج الحاضر والماضي الاليم حتي انفجرت حرب ٢٠٠٤م  

- صعدة منذ ٢٠٠٤م اريد لها ان تكون محاب روماني تقاتل لاجل ماضي الالهة ، وتستنفر لمذهبها الذي جيش له الاتباع ،وتشحذ السلاح لاجل مظلوميتها ..فرغت صعدة من روح تعايشها ، فرحلت اليهود لمغايرت العقيدة ولفظت ابناءها من احفاد خولان بن عامر ، وتحول احفاد القادمون من خارجها مستوطنون جدد..سادة لهم الرفادة والطاعة واشياا اخري .غاب العقل والقانون الحكومي ، لم يعرف الصعداوين الحكومة الا من خلال طائرات التي تقصف ودباباتها التي تدمر وبوحشية مفرطة ، قابلها بربرية قاسية في مشهد تاريخي لحظة تاريخية مذله وموجعة لنا كيمنين ، لحظة نزف فيها جرح التعايش ومازال الي الان ...

- لقد اختطفت صعدة من جسدنا ، وعزلت بعيدا عن محيطها شعوريا ونفسيا ، وحولت لمخزن مشحون بالموت وتصدير  الدمار الي كل زاوية من زوايا هذا الوطن ، لقد خرجت صعدة من عزلتها علي غير ما اريد لها ، ودون ان تتهيأ لهذا الخروج نفسيا وعقليا وفكريا ، فبدت كالمذعور يضرب هنا وهناك،  لا احد يجرأ علي الاقتراب منها ، بدت كجريحة تائه يقودها طفل مخبول تري في كل من حولها عدوها وخطر يجب ازالته او كثور اسباني يهيجها لاعب برداء احمر  لطنح في كل زاوية  

-صعدة يا انشودة السلام وقصيدة الزرع والرمان ويا وجعنا الدائم بلا انتهاء ، وجرحنا النازف بلا دواء ..عذرا..كم انتي بحاجة الي مشاعر الحنان لا الدمار..ونشر لثقافة الوئام لا القتال ..وتعميم منهج التعمير لا التدمير . اليوم صعدة تحترق وتدك وتدفع جناية التاريخ المر للفكر السلالي الهاشمي السياسي المتطرف والاهمال الحكومي المتعمد ..لك الله يا مدينة السلام والرمان .. خانك من يدعي الانتصار لك وخانك من يدعي الحرب لاجلك ...


إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
آخر الأخبار