الخميس 25 ابريل 2024
الوجه الآخر لحكومة الشباب
الساعة 09:08 مساءً
وضاح محمد وضاح محمد

لا نكاد نوقن أن حلقة المِحنة التي حلت علينا أكتملت حتى نتفاجأ بها تتوسع لاحتواء إضافات نوعية، تارة على هيئة شاعر أو فنان سخيف يلمع نجمه فجأة، وتارة أخرى على هيئة كتاب مذكرات لطفلة لم تتجاوز الخامس عشرة من عمرها، وأخرى أدهى وأمرّ وهي التي استفزتني لتقيؤ هذه المفردات في محاولة لإطلاق سراح قليلاً من القرف الذي يحاصرني، وتمثلت في "حكومة الشباب " 

مجموعة بغيضة من مراهقين ومراهقات قدموا إلينا هنا في مأرب قبل أيام وسط ولائم أخبار الموت والفقد والرعب، ليضيفوا إلى وجه البلاد المحشو باليأس والإحباط أحمر شفاه وعطورات نسائية وسلفيهات واستعراضات تافهة لا يحتملها بشرا بربع عقل.
من فندق إلى فندق يتنقل وزراء "حكومة الشباب" بثقة سخيفة تجعلك تشعر بأنك وحدك في هذه البلاد من يتألم بينما باقي الشعب ينتمون إلى هذه الأشكال، أو في حال ليس بأحسن إلى حكومة تخلت عن كل مهامها وذهبت لتعتمد لهم أموالاً طائلة وسفريات وجوازات دبلوماسية !! أراهم بتلك الحركات الساذجة وبإمكانيات ضخمة يتنقلون ويأكلون ويشربون فأتذكر حال ملايين الناس في البلاد، أتذكر حالي ورفاقي، وأكثر قسوة أتذكر حالة جنود جياع أكلت ظهورهم الشمس ورمال الصحاري وصخور الجبال منذ أربعة أعوام .

يداهمني سؤالاً مفاده: هل لأجل راحة هؤلاء المفصعين وتأمين حياتهم وتنقلاتهم واستعراضاتهم الفارغة يقاتل آلاف الجنود الذين لا يمتلكون قيمة حذاء؟ هل لأجل هؤلاء يَقاتلون ويُقتلون؟. تجيبني نفسي: نعم لأجلهم، وإن لم يكن كذلك فهو لأجل حكومة امتهنت ذات المهنة السخيفة لكن بحجم يبدو مزريا أكثر من هذا ووقحا أكثر، ولولاه ما تحملت نفقات هؤلاء ولوجدوا أنفسهم يمتهنون أعمال شريفة أو يقفون في طابور شعب جائع مضطهد خائب ويمتلك عشر حكومات تلخصها كلها حالة أحد العاهات في "حكومة الشباب" بجينز ضيق وحلاقة سبياكي وجزمة بكعب عالٍ، ولا عقل أو قليلاً منه يذكره بأنه في بلاد فيها ملايين من هم في سنه يصارعون الجوع والوباء فيتعثرون بلغم هنا أو بطلقة من هناك.

هذا هو الحال وبكل أسف ومراراة، هذه هي الصورة: 30 إلى 40 وزير في حكومة "شباب" ومعهم نفس العدد من "حكومة الأطفال" لا هم لهم ولا هدف يسعون لتحقيقه، عدا أنهم يمارسون الرذيلة السياسية مبكراً، وينصبون أنفسهم مسؤولين وأوصياء على ما تبقى من هذا البلد. 
 ينفقون أموالا ليس لهم بها حق، فقط لأجل جولات وصور على صفحات التواصل وليال صاخبة في أرقى فنادق المدن داخل البلاد وخارجها، بينما يموت شعباً كاملاً بدون ذنب سوى أن لا قرابة له بدوائر الفاسدين والسفلة.


إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
آخر الأخبار