السبت 20 ابريل 2024
اليمن بين تحالف عربي وتحالف آخر
الساعة 05:52 مساءً
محمد عبدالله القادري محمد عبدالله القادري

المعركة التي تدور في اليمن ليست بالشكل المحدود الذي نتصوره نحن من حيث النطاق الضيق في داخل بلد تدور فيه المواجهات العسكرية بين اطراف داخلية بعضها يدعمه طرف عربي والآخر يسانده الطرف الفارسي.فالمعركة الدائرة هي بالأصل بين تحالف عربي وتحالف تركي إيراني روسي.

ويمكن لنا ان نسميها معركة بين العرب من جهة وبين الترك والفرس والروس ومن معاهم من العرب المساعدين لاولئك من اجل ادخال الاستعمار لبلادهم كدولة قطر.

التحالف العربي يواجه تحالف اقوى منه من حيت الدعم المادي والعسكري ، فمقدرات إيران وتركيا ومعها ثروة قطر هي اقوى من المملكة والإمارات .

 الاتراك يريدون تقوية ركائز دولتهم اقتصادياً وسياسياً ونفوذاً ، ولا يرون سوى منطقة الجزيرة العربية واليمن كمنطقة يجب السيطرة عليها عبر ادواتهم بطريقة تمنكهم من اسقاط انظمة الخليج التي تتطلب اولاً السيطرة على اليمن ومنها يتم التحرك نحو اسقاط بقية  دول الخليج بشكل يأتي من الداخل او من الخارج .

وكذلك الفرس إيران يتحدون مع الاتراك بالرؤية.

وروسيا ايضاً ترى ان رفد مركزها العالمي لتصبح قوية امام امريكا يأتي من التحالف مع إيران وتركيا والوقوف خلفهما للتمكين في المنطقة العربية بما يخدم ذلك التمكين إيران وتركيا وروسيا معاً .

 الاتراك يمكنهم تحقيق هدفهم في المنطقة العربية عبر اداتهم المتمثلة بجماعة الاخوان كحزب الاصلاح في اليمن ، وهذه الجماعة ارتباطها بتركيا ارتباط عقائدي يتضمن مشروع الخلافة الذي يهدف لجعل الوطن العربي تابع للدولة التركية .

وإيران الفرس اداتهم في الوطن العربي الطوائف الشيعية المذهبية كجماعة الحوثي في اليمن التي ترتبط بإيران ارتباط عقائدي وتعمل ضمن مشروعها الفكري الذي يقتضي ان تكون المنطقة العربية تابعة للدولة الفارسية .

 الجزيرة العربية اليوم مهددة باحتلال فارسي تركي اقوى مما كان سابقاً .

حيث ان الاحتلال التركي والفارسي القديم في المنطقة العربية كان عبر تواجد عسكري ظاهر ووجود قيادات للحكم من إيران والترك تمارس عملها في البلد الذي تحتله .

واما اليوم فهناك احتلال حديث من حيث احتلال البلد عبر اداة داخلية ترتبط بك ارتباط كلي وانت من تديرها وتوجهها ، وهذا الاحتلال هو اقوى من الاحتلال القديم من حيث انه يسيطر عبر الاداة الداخلية ذو الارتباط العقائدي .

وممكن ان نقول ان إيران وتركيا تسعى لاحتلال المنطقة العربية عبر  انظمة حاكمة او قيادات تديرها ادوات ترتبط بها عقائدياً .

على صعيد السياسة الخارجية فإن إيران وتركيا ترى ان تحقيق الهدف الاقتصادي والسياسي في المنطقة العربية يتطلب تحالف مع بعض الدول العظمى ، ولا يستبعد ان تضاف الصين بجانب روسيا ليصبح تحالف تركي إيراني روسي صيني ، وهنا يتطلب على التحالف العربي المملكة السعودية الشقيقة والإمارات النجاح في سياسة خارجية توفر تحالف يواجه  ذلك التحالف او يوازيه .


إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
آخر الأخبار